كشف جبير المطرفي “قاتل النمر العربي”، ” العديد من التفاصيل الجديدة بخصوص ما حدث في وادي نعمان، صباح يوم السبت الماضي.
وقال “المطرفي”، الذي شارف على العام الـ 65 من عمره، ولا يملك هاتفاً جوالاً، حيث تمَّت الاستعانة بأحد أقاربه للتواصل معه هاتفياً: “منذ ثلاثة أعوام ونحن نعاني في وادي الشقّ بنعمان من مقتل الإبل أنا وأحد جيراني, حيث فقدنا أكثر من 20 ناقة تقدر قيمتها بحوالي نصف مليون ريال, منها سبعة من إبلي وما يقارب الـ13 لأحد جيراني داخل جبال وادي نعمان الشاهقة الارتفاع”.
ويعيش جبير المطرفي، في وادي نعمان منذ أن فتحت عيناه على الدنيا، يمتهن رعي الإبل التي لا تزيد على الـ 20 ناقة فقط ويكتفي براتبه من الضمان الاجتماعي والذي لم يتجاوز يوماً الـ2400 ريال، للصرف على أبنائه العشرة, في حين لا يعتمد إلا على نفسه وأبنائه في رعاية الإبل ومتابعتها من فترة لأخرى.
ويتابع “المطرفي” سرد قصته التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية: “بحثنا عن هذا السبع مراراً وتكراراً؛ لنوقف خسائرنا المتواصلة، ولكن لم نجده، حيث كان يختفي لأسابيع وأحياناً لأشهر متواصلة ويظهر في ليلة واحدة، ويلتهم ما يجد أمامه من الإبل, والتي كانت تمضي ليالي متواصلة في الأودية والجبال بحثاً عن العشب، ولم يكن يزعجها إلا هذا السبع المفترس”.
وأضاف “المطرفي”: “كنت أعتقد أنه ذئب ضخم، حيث لم يسبق أن أخبرتنا الحماية الفطرية بأن النمر يعيش بالقرب منا، حتى حدثت الحادثة الأخيرة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر هذا السبع المفترس، عندما صحوت صباح الجمعة الماضية، وجدت إحدى الإبل ملقاة على الأرض، وقد هجم السبع المفترس على بطن الناقة والتهمه بالكامل، ووجدت آثار هروب الإبل بعيداً عن الموقع ولم أجدها إلا بعد مشقة كبيرة، وهي في حالة من الهياج بعد هجوم السبع عليها، حيث أعدتها للوادي وقررت أن أقضي على هذا السبع بالسم، وهو ما يتبعه أغلب أبناء البادية في مختلف مناطق المملكة عندما يعانون الأمرَّين من السباع التي تلتهم البهائم بشكل مستمر”.
وأردف “المطرفي”: “بعد صلاة العصر تحديداً وضعت السم فيما تبقى من ناقتي المقتولة، وعدت لمنزلي للنوم، وفي الصباح الباكر اتجهت لأرى ذلك السبع الغادر فصعقت من هول المفاجأة عندما وجدت النمر العربي مقتولاً بجوار الناقة المسمومة، وأخذته بكل صعوبة من موقعه حتى أوصلته إلى الوادي، وعلقته على إحدى الأشجار الضخمة، وفقاً لعادات القبائل العربية التي دائماً ما تُعلِّق السباع لتطمئن أهل الماشية بأن السبع الذي فتك بماشيتهم قد تم قتله”.
وأفاد: “عندما أنزلته للوادي تجمع عليه المئات والتقطوا له الصور, فالجميع لم يكن يصدق أن النمر يعيش في ذلك الوادي، حيث لم يره أحد منذ أكثر من 40 عاماً تقريباً، ولم يخبرنا أحد من الجهات المختصة، وفي صبيحة اليوم التالي صحوت ولم أجد النمر في مكانه وعلمت أن أحداً قد أخذه من موقعه”.
ونفى “المطرفي”، تهمة بيعه، وقال: “سامح الله الناس, فهناك من اتهمنا بإطلاق 30 رصاصة من الرشاش تجاهه، وهناك من اتهمني بأنني بعته لأحد التجار بمبلغ كبير، وذلك لم يحدث إطلاقاً”.
ويؤكد “المطرفي” قاتل النمر العربي، أن هيئة الحماية الفطرية تعاملوا معه باحترام، حيث جلسوا إليه واستمعوا لقصته بالكامل، وما زالوا حتى اليوم يترددون على موقع مقتل النمر لأخذ العديد من العينات التي يحتاجونها؛ لإجراء الدراسات اللازمة.
“المطرفي”، والذي تفاجأ بنبأ وجود عشرة نمور غيره في الجبال الممتدة بين “الطائف”، و”مكة” قال: “لا أعلم أين أذهب, فأنا أعيش في هذا الوادي منذ ستة عقود ولن أرحل عنه, ولكني أصبحت خائفاً على أبنائي من هجمات النمور الليلية، ولذلك منعتهم من الذهاب للإبل مساءً، وحرصت على أن تعود الإبل بالقرب من المنزل حتى لا تتكرر حوادث مقتلها مرة أخرى”.
وأوضح “المطرفي” أنه اتفق مع الحماية الفطرية على الإبلاغ عن أي حوادث غريبة مستقبلاً، وأضاف: “أطلب من الجهات المختصة أن تحمينا من الحيوانات المفترسة وخصوصاً تلك القادرة على قتل الإنسان, ويجب أن يضعوا طريقة للحفاظ عليها، شريطة ألا تضر البشر”.