ذكرت صحيفة “لايف منت” الهندية أن استضافة نيودلهي لكل من ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يأتي في خضم التغيرات الجيوسياسية المهمة في المنطقة.
وورد بتقرير الصحيفة الذي ترجمته “عاجل” أن النفط ونهاية اللعبة في أفغانستان سيكونان على رأس الموضوعات التي ستتم مناقشتها مع المسئولين.
كما ورد بالتقرير أن الهند ستعمل على إحداث توازن دبلوماسي من خلال استضافة قادة دولتين رئيستين ذات أهمية استراتيجية للخليج ومنطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وسيزور محمد جواد ظريف (وزير الخارجية الإيراني) الهند بعد 24 ساعة من زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود،و(لي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع)* يوم الأربعاء المقبل الموافق 26 فبراير،حيث سيصل وزير الخارجية الإيراني إلى الهند، الخميس المقبل الموافق 27 فبراير، في زيارة تستغرق يومين، وسط توقعات ببحث عدة موضوعات ثنائية وإقليمية وعالمية بين نيودلهي وطهران.
واعتبرت الصحيفة أن التغيرات الجيوسياسية المهمة التي طرأت على المنطقة تتمثل في الخلاف الأخير بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن الحرب الأهلية في سوريا والتي تزامنت مع التقارب المحتمل بين الدول الغربية وإيران التي ظلت منبوذة دوليًا لأعوام، بعد انفراج المحادثات بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل.
من جهته قال كانوال سيبال (وزير خارجية الهند السابق) إن تزامن الزيارتين معًا سيساعد الهند على موازنة العلاقة بين السعودية وإيران ومنطقة غرب آسيا، علاوة على تقريب وجهات النظر بخصوص النزاع السوري.
واعتبر سيبال أنه أمر إيجابي أن تأتي الزيارتان في نفس الأسبوع.
وتعد زيارة الأمير سلمان للهند الأعلى على المستوى السياسي من قبل السعودية للهند منذ الزيارة المهمة التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في يناير 2006.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الهندية أن أهمية السعودية للهند كبيرة، إذ تُعد المملكة الشريك التجاري الرابع على مستوى التجارة الثنائية التي بلغت قيمتها 43 مليار دولار في العام الماضي، علاوة على أن المملكة هي أكبر مورّد للنفط إلى الهند.
في الوقت ذاته، نبّه المتحدث إلى أن الجالية الهندية من أكبر الوافدين في المملكة، وأن تحويلاتهم المالية تُسهم في نمو وتقدم الهند، لافتًا إلى أن هناك 2,88 مليون هندي يعملون حاليًا في السعودية.
وتأتي زيارة الأمير سلمان إلى الهند ضمن جولة آسيوية استهلها ولي العهد يوم السبت الماضي بزيارة باكستان، مرورًا على اليابان والهند ثم جزر المالديف، استمرارًا لنهج خادم الحرمين الشريفين في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة، وبناءً على دعوة من رئيس الوزراء الباكستاني، ورئيس الوزراء الياباني، ونائب رئيس الهند، ورئيس المالديف، وانطلاقًا من روابط الصداقة بين السعودية وهذه الدول، بحسب بيان للديوان الملكي.