مدخل: منذ غابر الأزمان و الإنسان في صراع دائم مع الطبيعة، التي كانت تهدده و لازالت ببراكينها و زلازلها و عواصفها. لكن الإنسان لم يقف مكتوف الأيدي تجاهها، و استخدم سلاح العقل من أجل ابتكار وسائل للانسجام معها أحيانا، و لمواجهتها أحيانا أخرى.
– فأين تتجلى علاقة الانسجام بين الإنسان و الطبيعة؟ – و بأي معنى يمكن اعتبار الإنسان سيدا و مالكا للطبيعة؟ – و إلى أي حد استطاع استغلالها و السيطرة عليها؟I
– الإنسان سيد و مالك للطبيعة : تحليل نص ديكارت ص 93: مؤلف النص هو الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت (1596-1650)، يلقب بأب الفلسفة الحديثة، و إلى جانب اشتغاله بالفلسفة كان أيضا عالما رياضيا.
فهم النص:
موقف ديكارت من الفلسفة التأملية هو البحث عن بديل لها، لأنها فلسفة عقيمة و غير مفيدة. لذلك رأى بأن يستبدلها بفلسفة عملية تكون مفيدة في حل المشكلات التي تعترض حياة الإنسان
لقد كان لزاما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي لأنه يحقق فائدة للإنسان؛ فالتجارب أبانت عن مدى ما يمكن أن تجلبه مبادئ هذا العلم من منافع عظيمة للإنسان في الحياة
-يحدد النص العلم الطبيعي كعلم يقدم قوانين تفسيرية للطبيعة تسمح للإنسان بالسيطرة عليها. هكذا قال ديكارت بأن الفلسفة العملية الناتجة عن العلم الطبيعي تمكننا من معرفة الأجسام التي تحيط بنا كالنار و الماء و الهواء، كما تجعلنا سادة على الطبيعة و مالكين لها
– ما نفهمه من عبارة ديكارت هو أن العلم الطبيعي يمكن الإنسان من معرفة القوانين المتحكمة في الظواهر الطبيعية، و هو ما يمكنه من السيطرة عليها و تسخيرها لخدمة أغراضه و مصالحه في الحياة.
علاقة الإنسان مع الطبيعة ضمن واقع الحياة
زكية ابراهيم الحجي
شكلت الطبيعة ولا زالت بالنسبة للإنسان مجالاً حيوياً استطاع من خلاله ضمان استمرار حياته..كما أنها لازالت ذلك المجال الذي برهن الإنسان من خلاله على ما لديه من أفكار وقدراتٍ ومواهب.. فالإنسان هو الكائن الفاعل.. والطبيعة تشكل مجالاً لفعله.. وعن طريق هذا التفاعل المتبادل سعى الإنسان إلى استغلال موجودات
التفاعل المتبادل سعى الإنسان إلى استغلال موجودات الطبيعة ليحولها إلى نتاج يعتمد عليه لاستمرار عجلة الحياة.
في المراحل الأولى من تاريخ البشرية كانت علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة تناغمٍ وانسجام وارتباطٍ وثيق.. فقد كانت الطبيعة مصدرَ تأملٍ والهام للإنسان ولنبوغه الفكري والتأملي كانت مجالَ بحثٍ ومعرفة للاستفادة من خيرها وعطائها وتجلى ذلك في علاقة الفلاسفة بالطبيعة فأقاموا معها علاقة حميمة.. غايتها السعادة والتوافق وفضاءٌ يحرك يقظتهم الفكرية.. وليس الفلاسفة وحدهم من أحسن التعامل مع الطبيعة فالشعراء والأدباء شكلت الطبيعة بالنسبة لهم مصدر ايحاء للتعبير عن الجمال والتغني به واستعارة بهائها لإضفائه على أفكارهم شعراً أو نثراً.
ومع مرور الزمن والتطور الذي تشهده البشرية تغيرت النظرة إلى الطبيعة على خلاف المرحلة السابقة خاصة بعد ظهور الصناعة التي مكنتْ الإنسان من التدخل في الطبيعة باعتبارها موضوعاً لنشاطه وسيطرته.. فسعى إلى تغييرها وتطويعها تلبية لطموحاته، مما أحدث ذلك تحولاً كبيراً في طبيعة هذه العلاقة.. فبعد أن كانت علاقة تناغم وانسجام وألفة أصبحت علاقة مواجهة وتمرد.
وتهدد سلامته وكيانه.. الإنسان يتمرد فيؤذيها ويلوثها بمخلفاته وهي تسترسل في تمردها المؤذي للبشر.
فإذا كان الإنسان قد استطاع أن يمتطي عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي بشكل واقعي وفعال فإنه لا يوجد في الطبيعة البشرية منجزٌ إلا ويأتي على حساب حالة مستقرة فتنشأ بذلك ردة فعلٍ إما ايجابية أو سلبية أو حالة تزاوج بين الاثنتين قد تطغى احداهما على الأخرى، لذا تعالت أصواتٌ مرعبة من علماء البيئة والبيئة الطبيعية تدعو الإنسان للكف من انتهاكاته لها فالإنسان في نظر علماء البيئة بات مُهَدَداً بانتقام البيئة منه وما الأمراض والأوبئة التي لم تكن معروفة من قبل وانتشرت في هذا العصر إلا إشارات لتهديدات البيئة للحياة البشرية وبناءً على ذلك فإن نمط حياتنا ومجمل سلوكياتنا يفرض علينا اليوم اهتماماً خاصاً بالبيئة التي نعيش فيها وأظن أننا بحاجة إلى ثقافة بيئية تمكننا من التعامل السليم مع البيئة فحتى الآن يجهل الكثير مفهوم البيئة أو أنه يدرك ماذا يعني هذا المفهوم لكنه يعتبر ذلك شأناً عاماً لا يخصه، وهنا تكمن الخطورة التي تعكس سلوكاً منافياً للأخلاق الإسلامية الكريمة.
إن قضية حماية البيئة والمحافظة عليها هي قضية الإنسان.. والإنسان هو موضوعها وهو غايتها ووسيلتها في نفس الوقت.. وإذا كانت المشكلة فيما مضى هي حماية الإنسان من البيئة الطبيعية وعناصرها فقد أصبحت اليوم حماية البيئة وعناصرها الطبيعية والحيوية من الإنسان ولكن من أجل الإنسان نفسه.. فإذا كان هذا الإنسان سبباً في خلق الأزمات البيئية وما يلحق بها من تدهور فكيف يسهم هو نفسه في إعادة بنائها والتخلص من التأثيرات السلبية عليها؟ إن هذا لا يتأتى إلا من خلال زيادة الوعي بماهية البيئة وقيمتها في حياته.. وهذا لا يتم إلا من خلال تضافر جهود كافة المحيطين بالفرد بدءاً من الأسرة التي يتعلم فيها الطفل أساسيات ومبادئ الحياة ثم المؤسسة التعليمية والجهات القائمة على الاهتمام بشئون البيئة.. التوعية البيئية مسؤولية اجتماعية متعددة الجوانب.
بعد أن أخذنا جانباً من اقوال العلماء والكتاب في معرفة شئ بسيط بين علاقة الإنسان بالطبيعة
وهناك الكثير من الأقوال من نخبة جمة من المثقفين
نقف قليلا هل يستطيع الإنسان تحويل الطبيعة الي سلاح وهل بإمكانه التحكم فيها
كل اختراع أو إكتشاف كان بدايته مصلحة الإنسانية ليتحول فيما بعد إلى شر وما السلاح النووي إلى مثال من امثله لا ننكر أنه نفع الإنسانية لكنه مهدد لها
قد يتساءل البعض وما الدافع إلى ذكر امر تحدث الكثير عنه وأصبح أمره واقع
لقد أصبح الانسان بمقدوره التحكم في الأمطار وهو أمر كان الحديث فيه قبل عشرات السنين امر أما صعب تصديقه أو امر منكر وغريب الحديث فيه
ولكنه حدث المخيف في الأمر أن يتحول إلى سلاح
فتغرق مدن ومجتمعات وتجف أخرى
فهل الأمر من منفعة وهو أمر لا يشك فيه عاقل إلى ضرر على الإنسانية قادم في مستقبل الأيام
هل فكر من توصلوا إلى هذا العلم حدودا في استخدامه ومن يمكن له ومن يحق له وضوابط في استخدامه حتى لا تتكرر أمور قد سبقت ونقف بعدها عاجزين عن إيقاف التسابق والتنافس في امتلاكه لا لأجل منفعة بقدر هيمنه
التحكم في الأمطار مثلا وهي امر كنا ومازلنا نراه جزء من الطبيعة
خطر بل كارثة اذا لم نضع قوانين وضوابط ملزمة في استخدامه والتوسع في علومه
وقس عليها العوامل الطبيعية الأخرى التي بإمكان الإنسان تحويلها والتحكم بها
هل نحن مقدمون على مستقبل منير في سبيل نماء الإنسانية أم مستقبل مظلم لا نعرف السيطرة عليه