أوصى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني المسلمين بتقوى الله تعالى وتوحيده وإفراده بالعبادة دون ما سواه ، والتمسك بدينكم والثبات عليه ، فقد وعد من اتقاه بالعز والتمكين ، وبالذل والحرمان للعصاة الظالمين .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام : طَالب الله وَالدَّار الْآخِرَة لَا يَسْتَقِيم لَهُ سيره وَطَلَبه إِلَّا بحبسين ، حبس قلبه فِي طلبه ومطلوبه ، وحبسه عَن الِالْتِفَات إِلَى غَيره ، وَحبس لِسَانه عَمَّا لَا يُفِيد ، وحبسه على ذكر الله وَمَا يزِيد فِي إيمَانه ومعرفته ، وَحبس جوارحه عَن الْمعاصِي والشهوات وحبسها على الْوَاجِبَات والمندوبات فَلَا يُفَارق الْحَبْس حَتَّى يلقى ربه فيخلصه من السجْن إِلَى أوسع فضاء وأطيبه وَمَتى لم يصبر على هذَيْن الحبسين وفر مِنْهُمَا إِلَى فضاء الشَّهَوَات أعقبه ذَلِك الْحَبْس الفظيع عِنْد خُرُوجه من الدُّنْيَا فَكل خَارج من الدُّنْيَا إِمَّا متخلص من الْحَبْس وَإِمَّا ذَاهِب إِلَى الْحَبْس .
وبين فضيلته أن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعبده الانسان أنه لم يتركه سدى بل جعل له نورًا يهتدي به ، وقوة يرتكز عليها ، وسلاحا يدافع به ، فأرسل أنبياءه ورسله مبشرين ومنذرين ، وأمره بالاعتصام بالله والاستعانة به ، وحثه على التقوى التي تدفع كل سوء ، والتقوى شعور يقع في قلب المؤمن تظهر آثاره على الجوارح ، تحمله على الرغبة فيما عند الله والعمل لتحصيله ، وتورث الخشية من الله ومن سخطه ، فيبتعد عن معاصي الله ، فالتقوى إيمان راسخ وقوة نفسية لا ترضى الوقوع في معاصي الله ولا التكاسل عن آداء الواجب لله ، تسير بالمؤمن على صراط مستقيم ، ومنهج سليم ، حتى يصل إلى دار القرار والنعيم موضحا أن الله سبحانه وتعالى أوصى جميع خلقه الأولين والآخرين بأن يتقوه ، وخص المؤمنين بوصية التقوى قال تعالى :((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ)) قال أهل العلم : هذه الآية هي رحى آي القرآن كله ، لأن جميعه يدور عليها ، فما من خير عاجل ولا آجل ، ظاهر ولا باطن إلا وتقوى الله سبيل موصل إليه ووسيلة مبلّغة له ، وما من شر عاجل ولا ظاهر ولا آجل ولا باطن إلا وتقوى الله عز وجل حرز متين وحصن حصين للسلامة منه والنجاة من ضرره مؤكدا أن تقوى الله سبحانه وتعالى، هي عبادته ، بفعل الأوامر وترك النواهي عن خوف من الله وعن رغبة فيما عنده ، وعن خشية له سبحانه ، وعن تعظيم لحرماته ، وعن محبة صادقة له سبحانه ولرسوله .
وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني أن التقوى ذكرت في كتاب الله في أكثر من مائتين وخمسين موضعا ، بل إنه قد تكرر الأمر بالتقوى في الآية الواحدة مرتين أو ثلاثا قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ) ) وقال تعالى : (( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ))
وأضاف : وقد كان هذا دأب الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام مع أُممهم بالوصية بتقوى الله عزوجل ، فنوح عليه الصلاة والسلام أولهم قال تعالى: ( كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ) وبعده عاد عليه الصلاة والسلام قال تعالى : ( كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ) وصالح عليه الصلاة والسلام مع قومه قال تعالى: (كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون ) ولوطٌ عليه الصلاة والسلام مع قومه قال تعالى ( كذبت قوم لوط المرسلين. إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون ) وشعيب عليه الصلاة والسلام مع أصحاب الأيكة ، قال تعالى : ( كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ) لافتا النظر إلى أنه لو أمعن النظر في بعض قضايا التشريع لوجد التقوى في مقدمتها تهيئة لها أو نتيجة عنها وفي مقدمة ذلك قضية الربا قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : وتقوى الله تعالى هي سياج الأمان من كل رذيلة ، والملاذ من نزغات الشيطان ، قال تعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون ) ، والتقوى في الدنيا مجلبة لبركات السماء والأرض ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا …….) ، وفي أعظم المواقف وأخطرها في الآخرة حين يجمع الله الخلائق ولم يبق إلا السوق إما إلى الجنة وإما إلى النار ، في يوم يجعل الولدان فيه شيبا ، ويفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه نجد مساق المتقين كما قال تعالى 🙁 وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى ……..) مبينا أنه لعظم أمر التقوى كانت وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في آخر حياته بتقوى الله تعالى والسمع والطاعة لولاة الأمور ، كما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، وفيه أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وإن كل بدعة ضلالة . خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وحث فضيلته المسلمين على العمل بالتقوى في نفوسهم وأهليه وأموالهم وأولادهم ومعاملتهم ومن تحت أيديهم ، وفي ما ائتمنوا عليه من مصالح المسلمين ، وفي كل مجال من مجالاتهم العامة والخاصة ليفوزوا ويفلحوا.
وفي المدينة المنورة, تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي عن الحقوق الواجبة على العبد ، موصيا فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال فضيلته: اعلموا أن أعمال العباد لهم أو عليهم لا ينفع الله طاعة ولا تضره معصية ، قال تعالى: ( من عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ).
وأضاف فضيلته: أداء الحقوق الواجبة على العبد نفعها في آخر الأمر يعود إلى المكلف بالثواب في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) ، والتقصير في بعض الحقوق الواجبة على المكلف أو تضييعها وتركها بالكلية يعود ضرره وعقوبته على الإنسان المضيع للحقوق المشروعة في الدين ، لأنه إن ضيع حقوق رب العالمين فما ضر إلا نفسه في الدنيا والآخرة ، فالله غني عن العالمين.
وأكمل فضيلته الخطبة بقوله: حق الرب الذي يجب حفظه هو التوحيد، وقد وعد الله عليه أعظم الثواب ، ومن ضيع حق الله عز وجل بالشرك به واتخاذ وسائط من دونه فقد خاب وخسر وأشرك وضل سعيه لا يقبل الله منه عدلاً ولا فدية ويقال له ادخل النار مع الداخلين.
وأشار فضيلته إلى أن أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقوق الوالدين، ولعظم حقهما قرن الله حقه بحقهما ، قال تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ).
واختتم فضيلته الخطبة بتأكيد أن حقوق الوالدين مع القيام بها من أعظم الأجر والبركة فهي من مكارم الأخلاق وأكرم الخصال التي يقوم بها ، من طابت سريرته وكرم أصله وزكت أخلاقه وجزاء الإحسان بالإحسان ، والمعروف حقه الرعاية والوفاء والجميل يقابل بالجميل ولا ينكر المعروف والجميل إلا منحط الأخلاق ساقط المروءة خبيث السريرة ، قال تعالى: ( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
- 21/11/2024 بأمر “الجنائية الدولية”.. “نتنياهو وغالانت” محرومان من 120 دولة
- 21/11/2024 5 مجازر جديدة.. ارتفاع ضحايا العدوان على غزة إلى 44056 شهيدًا
- 21/11/2024 لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- 21/11/2024 دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة جازان تقبض على شخص لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر
- 21/11/2024 تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- 21/11/2024 حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر
- 21/11/2024 ورشة تعريفية بمشروع المنصة الوطنية لأسواق النفع العام وحوكمة سلاسل الإمداد بمنطقة جازان
- 21/11/2024 موسكو تتأهب ومخاوف من ضربة واسعة على كييف
- 21/11/2024 أنقرة تدين هجوم الحوثيين على سفينة شحن تركية
- 21/11/2024 المملكة تعيّن مندوباً دائماً لها في المنظمة البحرية الدولية
أخبار المجتمع > خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
24/12/2021 2:12 م
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.jazanvoice.com/83352/