يؤيد الكاتب الصحفي وليد الأحمد اعتماد 4 أيام ونصف عملاً أسبوعياً، وتغيير موعد الإجازة إلى السبت والأحد مع نصف دوام ليوم الجمعة، لافتا إلى عودة الموضوع إلى دائرة الضوء بعد إعلان الإمارات تغيير مواعيد العمل والإجازة.
إجازة السبت والأحد ونصف دوام الجمعة
وفي مقاله “أيام أقل للعمل” بصحيفة “اليوم”، يقول الأحمد: “عاد موضوع إجازة نهاية الأسبوع إلى دائرة الضوء بعد إعلان الإمارات تغيير موعد إجازة نهاية الأسبوع إلى السبت والأحد مع نصف دوام ليوم الجمعة. وإن بدت فكرة العمل في يوم الجمعة مسألة جدلية لاعتبار خصوصية اليوم عند المسلمين إلا أن فكرة التغيير والمرونة في ساعات الدوام بدت لي أقرب إلى الحيوية”.
ذكريات مع نصف دوام الجمعة
ويروي “الأحمد” ذكريات شخصية ويقول: “شخصياً لي ذكريات محببة مع تجربة نصف دوام في يوم الجمعة أثناء الدراسة في بريطانيا إذ كان الأساتذة يمنحون الطلاب المسلمين ميزة الخروج المبكر لإدراك صلاة الجمعة ما جعل يوم الجمعة الأقرب وجدانياً دون أيام الأسبوع؛ لأنه يمثل الانطلاقة إلى إجازة نهاية الأسبوع بعد أيام من ساعات الدراسة المزدحمة”.
إجازة الجمعة في القرآن
ويرصد “الأحمد” إجازة الجمعة كما وردت في القرآن الكريم، ويقول: “أستاذ الاجتماع السياسي الدكتور خالد الدخيل قدم خلال نقاش افتراضي على السوشيال ميديا طرحاً ثرياً عن انتماء إجازة يوم الجمعة إلى التراث الإسلامي دون سواه دون معرفة متى بدأ الأخذ بذلك. إذ تدعو سورة الجمعة في إحدى آياتها وقف العمل حتى منتصف النهار على الأقل، لهذا الهدف تحديداً. قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} الآية”.
إجازة الجمعة في الأديان الأخرى
ويضيف “الأحمد” قائلا: “يقول الدخيل: يوم الأحد، حسب دائرة المعارف البريطانية، كان أول أيام الأسبوع قبل أن يصبح آخرها بعد تحوله إلى يوم إجازة. حينها كان يطلق عليه اسم يوم الإله ( The Lord’s Day ) أو الذكرى الأسبوعية لبعث عيسى بين الأموات. ثم أصبح اليوم الذي يجتمع فيه المسيحيون للعبادة. ثم في القرن الرابع الميلادي سن الإمبراطور الروماني قسطنطين أول تشريع مدني (ليس دينيا) بوقف جميع الأعمال في هذا اليوم. وهذه سابقة مبكرة جدا (قبل ١٧ قرنا)، توحي بأنها كانت مبتدأ فكرة الإجازة.
يتضح من ذلك أن الجذر الأول لفكرة الإجازة كان ذا طبيعة دينية بهدف التفرغ للعبادة. ثم امتد بعد ذلك ليطال التفرغ للاستراحة من العمل. وهذا ما حصل مع يوم الجمعة أيضا. يقول القرطبي في تفسيره إن أول مَن سمى الجمعة جمعة هو كعب بن لؤي، وكان قبل ذلك يسمى العروبة. ويذكر في رواية أخرى أن الأنصار هم أول مَن أطلق اسم الجمعة على هذا اليوم. حيث قالوا ( يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فجعلوه يوم العروبة )”.
( The Lord’s Day)
كورونا غير المفاهيم عن العمل والاجازة
وينهي الكاتب قائلا: “البعض عارض فكرة تقليل ساعات أو أيام العمل الأسبوعية في بلداننا العربية معتبراً تجربة أسكوتلندا عام 2021، وقبلها آيسلندا لا تنطبق على مجتمعات غير ناضجة في الإنتاج، كما جادل الكاتب وائل مهدي في مقالته بالشرق الأوسط، وأقول إن جائحة كوفيد-19 والمنصات الرقمية أثبتت أن الالتزام بساعات وأيام العمل بالفكرة التقليدية مجرد وهم لا يعني بالضرورة زيادة الإنتاجية”.