يجني المزارعون بمحافظات القطاع الجبلي بمنطقة جازان حاليًا، محصولهم من “البن الخولاني” المميز بجودته الذي تبدأ تباشير قطفه من شهر أكتوبر ويستمر حتى يناير سنوياً.
ويعتني المزارعون خلال مرحلة الجني بثمار البن بقطفها ووضعها في جرابٍ خاصة، قبل أن تبدأ مرحلة التجفيف بوضع ثمار البن في أماكن مخصصة في الظل، ويتم خلالها تقليب الثمار لمدة تصل لثلاثة أسابيع؛ حيث يساعد التجفيف ببطء الثمرة في الاحتفاظ بنكهتها لتكون جاهزة بعد جفافها، لتبدأ مرحلة أخرى في المطاحن لفصل ثمار البن عن القشور ومن ثم مرحلتا الحمص والطحن.
يأتي ذلك في الوقت الذي أنهت هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان أعمال الحصر السنوية لمزارع البن وأعداد المزارعين وحجم الإنتاج السنوي الذي يشهد نموًا في أعداد المزارع والمحصول كل عام نتيجة لجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في توسيع دائرة زراعة البن بالقطاع الجبلي بجازان من خلال برنامجها لتطوير التنمية الريفية الزراعية المستدامة واستهدافها قطاع تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق البن للوصول إلى رفع الكفاءة الإنتاجية للمحصول، فيما اتسقت تلك الجهود مع مبادرة أرامكو السعودية لزراعة البن في المحافظات الجبلية ودعم المزارعين، التي قابلها اهتمام وحرص المزارعين ورغبتهم في استصلاح مدرجاتهم الزراعية والإسهام في الاقتصاد الوطني.
وساهمت هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان في دعم مزارعي البن بتقديم أكثر من 344,000 شتلة بن، من محطة الأبحاث الزراعية بالهيئة وتوزيعها على المزارعين منذ العام 2016 وحتى نهاية العام الماضي، ضمن مبادرة أرامكو ومشروع تأهيل المدرجات الزراعية ومبادرة الهيئة لإيصال الشتلات للمزارعين.
ووفقًا لإحصاءات هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان فإن عدد مزارعي البن وصل العام الماضي إلى 1596 مزارعًا منهم 919 مزارعًا في محافظة الداير بني مالك ، فيما بلغ عدد أشجار البن 269,010 أشجار؛ منها 171,926 شجرة في محافظة الداير، فيما بلغ متوسط الإنتاج السنوي 685,536 كيلوجراماً في مختلف مزارع المحافظات الجبلية التي تشمل إلى جانب الداير بني مالك محافظات فيفا والريث والعيدابي والعارضة وهروب.
وعزز مهرجان البن السنوي الذي احتضنه محافظة الداير بني مالك خلال السنوات الثمانية الماضية من الاهتمام بزراعة البن كمنتج اقتصادي ذا قيمة؛ مما ساعد في التعريف بمنتج البن والتوسع في زراعته واستثمار محصوله ذي الجودة العالية.