لم تشفع المساحة الشاسعة التي تقع عليها قرى “الجوة” جنوب غرب محافظة العارضة بمنطقة جازان، البالغ عدد سكانها أكثر من خمسة آلاف نسمة موزعين على نحو عشر قرى، عند الجهة المسؤولة لتوفير عدد من الخدمات لتحسين جودة الحياة توافقًا مع رؤية السعودية 2030، منها إقامة ملاعب مهيأة لشبابها لممارسة هواياتهم في لعب كرة القدم، وحدائق كتلك المنتشرة داخل الأحياء في المدن؛ لتكون متنفسًا للأُسر وأطفالهم.
وقال السكان إن قرى “الجوة” نهضت مؤخرًا بعد دخول العديد من الخدمات إليها، منها التعليمية والصحية؛ إذ أنشأت وزارة الصحة مركزًا حديثًا، بينما قامت وزارة التعليم بتشييد مجمعَيْن تعليميَّيْن لجميع المراحل (بنين وبنات)، فيما غابت الحدائق والملاعب بالرغم من أنها بحاجة ماسة إلى أكثر من حديقة وملعب نظرًا لمساحتها التي تصل إلى امتداد أكثر من 20 كيلو، وموقعها الاستراتيجي الحيوي؛ إذ إنها تربط بين محافظة العارضة وأحد المسارحة.
وأشاروا إلى أنه كان من المفترض إنشاء حديقة لتحل محل السوق القديم بجوار المجمع التعليمي غير أن المشروع توقف قبل البدء فيه على الرغم من طرح المناقصة بشكل رسمي، ونشرها عبر منصة اعتماد.
وأضاف السكان بأن معاناتهم تتجدد في كل مرة للوصول إلى أقرب حديقة حتى يلهو أطفالهم، ويمارس الكبار رياضة المشي، وتتنفس أُسرهم.. متسائلين: كيف يتم إهمال القرى والمناطق الريفية، وتجاهُل إنشاء حدائق وملاعب بها على الرغم من أنها تشكِّل النسبة الأكبر من بعض محافظات جازان، منها قرى “الجوة”؟
وبيَّن عدد من شباب قرى الجوة أنهم يقطعون مسافات طويلة في سبيل استئجار ملاعب لممارسة هوايتهم المفضلة؛ وهو ما يُثقل كاهلهم، ويكبدهم خسائر كبيرة في التنقل.. وغيرها. موضحين أنه تم تأسيس فريق في الجوة قبل أكثر من أربعة أعوام، أُضيف ضمن فرق الأحياء المدرجة تحت مظلة الاتحاد السعودي، ولا يزال مستمرًّا في المنافسة على الرغم من افتقار تلك القرى للملاعب المجهزة.
ولفتوا إلى أنه ليس بالضرورة إنشاء ملاعب بكامل التجهيزات، بل حسب الإمكانات المتاحة حاليًا حتى يتم اعتماد ملاعب مهيأة. موضحين أن الأمر لا يحتاج إلا لتخصيص موقع يكون خاص بالبلدية، وتسويته بالمعدات المتوافرة، ومن ثَمَّ ردمه ورشه. مقترحين استغلال موقع السوق القديم لإنشاء ملعب ترابي مؤقت، يتيح للجميع ممارسة رياضة كرة القدم.
وتلخصت أبرز مطالب “السكان” في إنشاء أكثر من حديقة بالجوة، وتوزيعها على القرى، وإنشاء ملاعب؛ حتى يتسنى لأبنائهم اللعب في أماكن آمنة؛ كونها أحد أهم مخرجات النجوم في لعبة كرة القدم.
وكانت بلدية العارض قد أوضحت في وقت سابق أن مشروع الحديقة أُلغي بعد فتح المظاريف وإدراجه في منصة اعتماد التابع لوزارة المالية، مشيرة إلى أن المشروع من مشاريع المبادرات التي صدر تعميم بعد طرحها بإيقاف التعاقد والترسية. مبينة أنه تم إلغاء المشروع، لكنه ما زال ضمن أولويات البلدية.
يُذكر أن تحسين جودة الحياة أحد أبرز وأهم برامج تحقيق رؤية السعودية 2030؛ إذ إنها تُعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة، تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، والاهتمام بالبنية التحتية، وغيرها من البرامج المعززة.