كشف الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف، أن حالات الكحة بعد الالتهاب الفيروسي تزداد في مثل هذا الوقت من السنة “موسم دخول الشتاء” ومع ازدياد نسبة الإصابة بالالتهابات الفيروسية كالزكمة والأنفلونزا، مطمئنًا بأنها في المجمل لا تحتاج لزيارة الطبيب وتتحسن من تلقاء نفسها.
ونصح المرضى الذين يشعرون بالقلق مع وجود جائحة كورونا ويريدون الاطمئنان، بزيارة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي ومعاينة المريض وعمل ما يلزم من الفحوصات والأشعة.
وعن طبيعة الكحة ودورها قال “الشريف” لـ”سبق”: الكحة “السعال” آلية طبيعية فعالة تساعد الجهاز التنفسي عند الإنسان على تخليص الشعب الهوائية من الميكروبات الضارة، والمخاط الزائد، والمهيجات.
وأضاف: الكحة أحد الأعراض الشائعة للالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسي كالزكام أو الإنفلونزا، وغالباً ما تتحسن مع تحسن باقي الأعراض المصاحبة.
وأردف: أحياناً قد تستمر هذه الكحة بعد تحسن باقي الأعراض وفي هذه الحالة تسمى كحة بعد الالتهاب الفيروسي أو الكحة بعد الإصابة بالعدوى.
وأشار إلى أن استمرار الكحة بعد تحسن بقية الأعراض قد يكون نتيجة تأثر بطانة الشعب الهوائية أثناء الالتهاب أو تهيجها، وقد تستغرق بعض الوقت للتعافي.
وتابع: قد يكون السبب أيضاً نتيجة زيادة حساسية استجابة مركز الكحة في الدماغ، وغالباً ما يتحسن أيضاً مع الوقت.
وحول طريقة معرفة الإصابة بالكحة بعد الالتهاب الفيروسي، قال الدكتور “الشريف”: إذا كنت تعاني من الكحة فقط وسبق وأن أصبت بعدوى فيروسية “زكام أو أنفلونزا” أو التهاب رئوي خلال الأسابيع الماضية وتحسنت جميع الأعراض المصاحبة الأخرى كالحرارة والرشح والتعب العام.
وأضاف: قد تكون الكحة في هذه الحالة مزعجة وقد تؤثر على نوم المريض لكنها في الغالب تتحسن مع الوقت من تلقاء نفسها خلال فترة لا تتجاوز ستة إلى ثمانية أسابيع، وفي هذه الحالة ليس من الضروري زيارة الطبيب.
وأردف: لكن ينبغي التأكد من ألا يكون للكحة أسباب أخرى مثل حساسية الصدر “الربو”، أو الارتجاع المريئي، أو حساسية الأنف والجيوب الأنفية.
وعن الوقاية من الكحة بعد الالتهابات الفيروسي؛ دعا الاستشاري “الشريف” إلى تجنب الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي من خلال استخدام وسائل الوقاية العامة كغسل اليدين والمحافظة على نظافتها وتجنب الاختلاط مع المصابين وأخذ التطعيم ضد فيروس كورونا وإكمال جرعاته، والحرص على أخذ تطعيم الأنفلونزا الموسمية كل عام.
وحول علاج الكحة بعد الالتهاب الفيروسي، قال “الشريف”: يمكن تخفيف الأعراض من خلال تناول المشروبات الساخنة مثل الزنجبيل والحليب والشاي، وتناول المأكولات الساخنة مثل الشوربة، استخدام مرطبات الجو في المناطق التي تكون الرطوبة فيها منخفضة، ويمكن لأخذ البخار بمحلول الماء الملحي أو حمام البخار أن يكون مفيداً، وتجنب مثيرات الجهاز التنفسي مثل التدخين والروائح القوية والهواء الملوث.
وأضاف: بحسب إرشادات معاهد الصحة الوطنية الأمريكية “NIH” فإن دهان الصدر والرقبة بدهان يحتوي على زيت الإيكاليبتوس، والمنثول كالفيكس، مع ارتداء ملابس دافئة واسعة وجافة، قد يساعد على تحسن الأعراض، مع أهمية عدم استخدامه للأطفال أقل من سنتين أو وضعه في الأنف أو ابتلاعه.
وأردف: استخدام بعض الأدوية قد يكون مفيداً، ومنها استخدام موسعات الشعب الهوائية لتوسيع الشعب الهوائية وتقليل تراكم المخاط “البلغم”.
وأشار إلى استخدام الأدوية المثبطة للكحة، واستخدام الأدوية طاردة البلغم لمن يعاني من كحة مصحوبة ببلغم، واستخدام مضادات الهيستامين.
وأردف: في حال لم تتحسن الكحة بعد الالتهاب الفيروسي وعند استمرارها لأكثر من شهرين؛ فلا بد من زيارة طبيب الأمراض الصدرية لتقييم الحالة وعلاجها.
واختتم بالقول: الكحة بعد الالتهاب الفيروسي لا تستمر في الغالب لأكثر من شهرين، ومن المرجح أن تكون بسبب آخر.