حذّر الدكتور ضياء حسين الحاصل على دكتوراه الروماتيزم من بريطانيا، الشابات والنساء والمراهقات من تقليد نجمات السينما وعارضات الأزياء النحيلات ونجوم التواصل الاجتماعي للحصول على الرشاقة من خلال تقليدهن، وذلك باتباع مختلف أنواع الحميات غير الصحية، مما يؤدي إلى الإفراط في خسارة الوزن وتعرضهن لمرض فقدان الشهية أو ما يعرف بفقدان الشهية العصبي (الأنوركسيا) وهو أحد العوامل المساعدة لهشاشة العظام.
وقال تزامنًا مع اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي يصادف 20 أكتوبر، إن “هناك عدة عوامل تساعد على ظهور هشاشة العظام منها التقدم في العمر، وخاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث أو عند اللاتي لم يُرضعن أو لم يحملن”، مبينًا أن عظام النساء والرجال البيض من سكان شمال أوروبا وشرق آسيا يملكون خطورة أكبر من ذوي البشرة الغامقة بالنسبة لهشاشة العظام وكسور الورك؛ لأن المحتوى العظمي المعدني عندهم الأعلى، كما أن الأمراض التي تؤدي إلى نقص الكالسيوم وفيتامينات د، ك، ج، والإصابة ببعض الأورام السرطانية، واستئصال المعدة، والفشل الكلوي وبعض أمراض الجهاز الهضمي وفرط الغدة الدرقية أو الغدد جارات الدرقية ونقص الغدة النخامية والسكر، ومتلازمة كوشنغ، وبعض الأمراض الروماتيزمية مثل الروماتويد.
وتابع “حسين” أن “تناول بعض الأدوية من شأنه أن يسبب هشاشة العظام، ويرفع من خطر تكسرها مثل الكورتيزون (أكثر من 5 و7 ملغ) ومضادات الصرع والهيبارين وهرمون الغدة الدرقية، وكذلك فإن استعمال مضادات الحموضة وخاصة عند المصابين بقصور الكلى قد يساعد على هشاشة العظام، وهناك أيضًا عوامل خاصة بنمط الحياة كنقص الكالسيوم وفيتامين D؛ بسبب عدم التعرض للشمس وعدم تناول كميات كافية من الحليب ومشتقاته، كما يؤثر تدخين السجائر بشكل مباشر على إعادة ترتيب العظم أو يمكن أن يؤثر بشكل ثانوي على وظيفة المبيض، بينما تناول الكحول يؤدي إلى نقص في المغنيزيوم والكالسيوم وفيتامين “D” والبروتين مما يسبب تناقص التشكل العظمي وكذلك هو عامل خطورة أيضاً لهشاشة العظام.
وأشار إلى أن تناول المشروبات الغازية يساعد على ازدياد فقدان الكالسيوم من العظام، وبالتالي على هشاشة أو لين العظام، ونظراً لاحتواء هذه المشروبات على نسبة عالية من الفوسفور فإنه يؤثر سلباً على التوازن المطلوب بينه وبين الكالسيوم ويعوق امتصاصه، وبجانب ذلك فإن الإفراط في تناول القهوة باستمرار وبحدود 4 أكواب كبيرة في اليوم يعتبر من العوامل المؤهلة لحدوث هشاشة العظام، حيث يترافق بتناقص في كثافة العظام وبالتالي إلى هشاشتها، حيث يساعد الكافيين على طرح الفوسفور، وأيضًا يعتبر عدم ممارسة الرياضة وانعدام الحركة لفترة طويلة تعتبر من العوامل المؤهلة.
وقال طبيب الروماتيزم إن “هشاشة أو تخلخل العظام مشتقّ من اللاتينية، ويعني العظام المسامية فبعض الناس يسأل هل هو مرض أم نتيجة طبيعية لتقدم العمر، بل هو مرض، فكل مسببات المرض موجودة به وله مسببات وله أعراض، لذلك فهي حالة مرضية تصيب الإنسان تتميز بحدوث مسامية غير طبيعية في العظام، وقد أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت مؤخراً في المملكة العربية السعودية عن هشاشة العظام أوضحت أن نسبة الهشاشة فوق الخمسين قد يصل إلى 40 في المائة، وترتفع هذه النسبة إلى 70% عند السيدات فوق سن الـ80، فعند فحص مقطع من العظام الطبيعية فسوف نجده إلى حد كبير يشابه قطعة الإسفنج المليئة بالثقوب والمسامات”.
وأضاف: “أما في حالة الإصابة بالهشاشة فإن هذه المسامات تقل عددًا وتكبر حجمًا فتصبح العظام أشبه بقطعة الجبن السويسري ذات الثقوب الكبيرة”.
وأشار الدكتور “حسين” إلى أن فقد العظام للأسف لا يسبب أي أعراض، ولذلك يمر بدون ملاحظة حتى يفقد قسم كبير من العظام، لذلك سمي باللص الصامت ومن الشائع ألا تشعر المرأة بأنها مصابة بهشاشة العظام حتى تتعرض لحادث بسيط يسبب كسوراً في الرسغ أو الورك، وقد تتعرض الفقرات لما يسمى بالكسور الانضغاطية، مما يؤدي إلى نقص في الطول، وهذا هو الانضغاط المسبب لظهور سنام العجوز الذي يحدث في كبار السن، وفي الحالات الشديدة فإن مجرد العناق الزائد قد يؤدي إلى تشقق أو كسر الضلوع.