يشارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تنظيم فعاليات منتدى القيم الدينية الثامن لمجموعة العشرين (IF20)، بعنوان (السلام بين أتباع الثقافات والتفاهم بين أتباع الأديان) الذي تنظمه وتستضيفه مؤسسة البابا يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينية في مدينة بولونيا الإيطالية، تحت رعاية الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، خلال الفترة من في الفترة من (12-14 سبتمبر 2021م) قُبيل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين.
ويركز المنتدى في لقاء هذا العام على صناعة السياسات وارتباطها بمؤسسات القيم الدينية، خاصة ما يخص استكشاف الكيفية التي يمكن للتعليم والبحوث والعلاقات الدولية، والعمل بها لبلورة مشاركة الممارسات الدينية من أجل مجتمع متنوع وتعددي ومنفتح وسلمي.
ويتضمن المنتدى على جلسات عامة، من أهم قضاياها المطروحة في هذه اللقاء دور الدراسات الدينية، والطبيعة الدينية للحوار، والنظام القانوني والروحي للأماكن المقدسة، وحماية الكوكب؛ حيث تشارك اتباع الاديان في حماية البيئة والبناء والحفاظ على حياة الفئات المجتمعية الدينية المتنوعة وتراثها، والقانون والأديان وحقوق الإنسان، ووحدة أتباع الأديان نموذجًا لرفض العنف “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”؛ وعدم المساواة وعدم الاستقرار والفساد؛ والعنصرية: من الدعم الديني إلى الرفض الديني ما بعد جائحة”كوفيد-19″، الدرس الأول؛ وقضايا المساواة بين الرجل والمرأة، ومواضيع الإنكار الديني والدعم الديني.
ومن بين جلسات اللقاء التركيز الرئيسة للمنتدى؛ ينظِّم مركز الحوار العالمي، حلقة نقاش تفاعلية، رفيعة المستوى، بالشراكة مع مؤسسة البابا يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينية، بعد حفل افتتاح المنتدى، حيث تستهدف الحلقة، توضيح الكيفية التي تستطيع بها القيادات ومؤسسات القيم الدينية أن تتفاعل مع الأزمات في المنطقة العربية وتستجيب لها عبر تقاسم التحديات والفرص والدروس المستفادة وقصص النجاح والكيفية التي يمكن بها للمؤسسات والقيادات الدينية والشروع في الإنذار والعمل المبكرَين؛ وتحديد الآليات التي يمكن بناؤها للتعامل بشكل أفضل مع الأزمات المستقبلية.
يشارك في هذه الحلقة كلٌّ من الدكتور سيد جواد محمد تقي الخوئي، أمين عام معهد الخوئي؛ مؤسس مشارك، والمجلس العراقي للحوار بين أتباع الأديان (ICID)، وكرسي اليونسكو، وتطوير دراسات الحوار بين أتباع الأديان، جامعة الكوفة، والدكتور عبد الله الحميد، أمين العام اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المملكة العربية السعودية، والسيدة هند قباوات، مدير بناء السلام بين أتباع الأديان في مركز الأديان العالمي والدبلوماسية، والدكتورة نايلة طبارة، رئيسة مؤسسة أديان اللبنانية.
ويتناول المتحدثون رفيعو المستوى، في هذه الحلقة التفاعلية أزمات محددة في المنطقة العربية، ويناقشون الممارسات الواعدة والتوصيات التي من شأنها مساعدة المؤسسات والقيادات الدينية في التخطيط بشكل أفضل لحلِّ الأزمات والتعامل معها بشكل أسرع ومساندة صانعي السياسات.
ولعل أبرز هذه المحاور المطروحة على طاولة الحلقة التفاعلية؛ الإجابة عن الأسئلة والإشكالات التالية: أزمات المنطقة العربية التي أدَّت إلى تفاقم التوتر بين المجموعات الإنسانية في الوطن الواحد، وتجارب المؤسسات والقيادات الدينية في التعامل مع هذه الأزمات، والاستفادة من الآثار الجانبية الإيجابية وزيادة زخمها؛ واستعراض التحديات المحدَّدة التي تواجه النساء والشباب في المنطقة؛ بسبب الأزمات التي تتعامل معها المؤسسات والقيادات الدينية ومواطن التحديث والتطوير وكيفية مساعدة صانعي السياسات، وتعاون القيادات الدينية وصانعي السياسات في حل الأزمات في المنطقة، ومساهمات القيادات الدينية في الاستفادة من طاقات الشباب والنساء في إحداث التطوير المنشود، وترشيد تعاونهم في هذا الخصوص.
وبعد انتهاء حلقة النقاش التفاعلية رفيعة المستوى، سيجري جمع التوصيات والممارسات الواعدة ومقارنتها وإدراجها ضمن وثيقة توصيات المنتدى المرفوعة لقادة قمة العشرين.
يُذكر أن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين منصة دولية، تنعقد سنويًا قُبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين، وتجمع القيادات والمنظمات الدينية حول العالم.
وتزامن انعقاد أول دورة للمنتدى، قُبيل قمة العشرين منذ عام 2014م، حتى الوقت الحاضر، وتعتمد آلية عمل المنتدى على عقد عدد من المنتديات الإقليمية بمشاركة القيادات والمنظمات الدينية، رفيعة المستوى؛ لمناقشة القضايا المحورية المطروحة في جدول أعمال قمة العشرين، واقتراح التوصيات حيالها، ومن ثم تسليمها لحكومة الدولة المستضيفة للقمة.