خالفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التوقعات بالتعامل مع إيران، واستهدفت الولايات علناً للمرة الأولى في عهد بايدن مواقع إيرانية على الحدود العراقية السورية، في رسالة تحذيرية إلى طهران أنها تحت المراقبة وأن الاتفاق النووي لا يعني التهاون في ضرب المليشيات الإرهابية في المنطقة. وارتفع عدد القتلى إلى 22 جميعهم من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي، وفق أرقام نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة).
وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، جون كيربي، أن الجيش الأمريكي شن بتوجيه من الرئيس جو بايدن غارات جوية استهدفت بنية تحتية، تستخدمها مجموعات مسلحة مدعومة من إيران، في شرق سورية. وأكد أن الغارة بعثت «برسالة لا لبس فيها: سيتحرك الرئيس بايدن لحماية أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف».
وهذه المرة الأولى التي تعلن واشنطن ضرباتٍ للمليشيات الإيرانية في سورية؛ إذ عادة ما يتم الإشارة إلى طائرات مجهولة تستهدف مواقع ايرانية.
وأضاف كيربي في بيان أنه تمت الموافقة على هذه الضربات رداً على الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، وعلى التهديدات المستمرة التي يتعرضون لها.
وأكد أن الضربات دمرت منشآت عدة تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك «كتائب حزب الله» و«كتائب سيد الشهداء».
وعلى ما يبدو أن واشنطن تتجه لسلوك واضح ومحدد مع إيران، يقوم على التوازي بين المسارين السياسي والعسكري. وأوضح المتحدث باسم البنتاغون أنه «تم تنفيذ هذا الرد العسكري بالتوافق مع الإجراءات الدبلوماسية، بما في ذلك التشاور مع شركاء التحالف.. وتمت بطريقة مدروسة تهدف إلى تهدئة الوضع العام في كل من شرق سورية والعراق».
وتعتبر هذه المليشيات من أخطر الجماعات المدعومة من إيران، إذ تم إنشاء كتائب حزب الله عام 2006، وهي منظمة إرهابية مدعومة من إيران «تسعى إلى تنفيذ أجندة إيران الخبيثة في المنطقة»، وفق تصنيف الخارجية الأمريكية.
وسبق أن أدرجت الولايات المتحدة كتائب حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية والإرهابيين المدرجين بشكل خاص.
وعلى الأرجح فإن الضربة الأمريكية ضد المليشيات الإيرانية في سورية تحدد قواعد الاشتباك الأمريكي مع النظام الإيراني، إذ تؤكد واشنطن أن الاتفاق النووي لا يعني إطلاق يد طهران في المنطقة وخصوصاً سورية والعراق.