بعد 4 سنوات كان فيها سلفه دونالد ترامب على صلة وثيقة بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، تراكمت المؤشرات التي تُظهر توتر العلاقات بين تركيا والرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي تولى السلطة في بلاده، الشهر الماضي.
وتشير توقعات إلى أن العلاقات بين الطرفين قد تزداد سوءًا في الفترة المقبلة، وفي أحسن الأحوال قد يكون هناك تطور طفيف.
وحتى الآن وفق ما تراه “سكاي نيوز عربية”، أي بعد مرور 3 أسابيع على تولي “بايدن” السلطة؛ لم يجر الأخير اتصالًا مع نظيره التركي “أردوغان”، وكذلك الأمر على مستوى وزيري الخارجية.
وكان الاتصال الوحيد في 2 فبراير الجاري، عندما تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مع المتحدث باسم “أردوغان” إبراهيم كالين.
نقاط الخلاف
وخلال الاتصال، شدد “سوليفان” على رغبة إدارة “بايدن” في إقامة علاقات “بناءة” بين البلدين؛ لكنه تطرق أيضًا لمجالات الخلاف.
وقالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي: إن سوليفان “نقل عزم الإدارة تعزيز الأمن عبر المحيط الأطلسي من خلال حلف شمال الأطلسي، وعبّر عن قلقه من أن حصول تركيا على نظام صواريخ أرض- جو الروسي إس- 400 يقوّض تماسك التحالف وفعاليته”.
والنظام الصاروخي الروسي هو أبرز ملفات الخلافات بين واشطن وأنقرة؛ لكون الأخيرة عضوًا في الناتو، وامتلاكها سلاحًا روسيًّا متقدمًا بهذا الشكل قد يُلحق أضرارًا بأسلحة الحلف، إلى جانب خلافات أخرى تتصل بسلوك تركيا ضد الأكراد واليونان وقبرص، وأضيف إليها أخيرًا ملف ليبيا.
ورغم العلاقة الحميمية التي جمعت “أردوغان” و”ترامب”؛ إلا أن الأخير لم يستطع مقاومة الضغوط في واشنطن، وأقر قبل مغادرة البيت الأبيض بفرض عقوبات قاسية على تركيا بعد طردها من مشروع طائرات إف- 35 المتقدمة.
وأثناء الحملة الانتخابية، تعهد “بايدن” بانتهاج سياسة أكثر صرامة تجاه الأتراك، وهو ما يبدو أنه تحقق؛ إذ بعدما تسلم الحكم قال إنه لن يرفع العقوبات عن تركيا.
وقال وزير خارجيته أنتوني بلينكن: إن “تركيا حليف استراتيجي ويتصرف بما يتجاوز هذه الصفة”، ومنذ 3 أسابيع، ضاعفت الخارجية الأمريكية تحذيراتها للسلطات التركية على خلفية حقوق الإنسان.
توتر جديد
ومما زاد الطين بلة، أن وزير داخلية أردوغان سليمان صويلو أعاد اتهام أمريكا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عام 2016، عندما كان “بايدن” نائبًا للرئيس؛ مما أثار غضب واشنطن التي نفت هذه الاتهامات التي وصفتها بغير المسؤولة، وتُظهر هذه الإشارات كلها أن العلاقات متوترة، أو على الأقل ليست على ما يرام.
ويقول موقع “أحوال” المتخصص في الشأن التركي: إن إدارة “بايدن” باتت تشكّل مصدر قلق لـ”أردوغان”.
وأضاف: “تبدو العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا متوترة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ لكن المواجهة قد تزداد حدة بين الدولتين مع أنهما حليفتان”.
وتابع: “إذا كان الترتيب الذي يتصل به الرئيس الأمريكي الجديد بنظرائه هو المرآة لحالة العلاقات الثنائية؛ فيُفترض أن يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقلق”.
وربما هذا ما دفع بوزير دفاعه، خلوصي أكار، إلى اقترح حل بالنسبة إلى الخلاف الخاص بـ”الصواريخ الروسية”؛ مشيرًا: “لسنا في حاجة إلى استعمالها باستمرار”.
ولم يستبعد الباحث ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية حصول تحسن في العلاقات بين البلدين؛ لكنه شدد على أنه “ينبغي ألا تكون هناك توقعات كبيرة” في هذا الإطار.