لا صوت يعلو هذه الأيام ربما على التكهنات والتوقعات بما سيفعله الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأيضاً حول أهم قرارات خلفه جو بايدن. فهناك مبالغات وتهويل، وهناك حذر وتوجس، وهناك أيضاً مقاربات متوازنة مبنية على آراء خبراء في القانون والدستور الأمريكي تتناولها وسائل الإعلام العالمية.
وعلى بُعد ساعات من تنصيب الرئيس الجديد هناك الكثير مما يقال عن أهم القرارات، والتي سيحاول هذ التقرير رصد الأبرز منها، وكذلك الصعوبات والتحديات التي ستكون على طاولة رئيس دولة محورية للغاية في ظل مكانتها العالمية وفي ظل التحديات أمامها.
ومن خلال توقعات وبعضها تسندها الصحافة الأمريكية لأسماء متمرسة في قراءة الدستور الأمريكي، وبعضها تحليلات عميقة ترى أن الرئيس الجديد سيبدأ أولاً بسلسلة قرارات في مقدمتها إلغاء قرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي كان يحظر دخول رعايا عدد من الدول ذات غالبية مسلمة الأراضي الأمريكية.
كما يتوقع الخبراء أن يقوم الرئيس الجديد بقرارات سريعة فيما يتعلق بالتصدي لجائحة كورونا، وتدهور الاقتصاد الأمريكي، هذا إلى جانب إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية المناخ الموقّعة في باريس.
ووفقاً لبيان متداول لرون كلاين الذي اختاره “بايدن” لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، أن “كل هذه الأزمات تتطلّب تحركاً عاجلاً”، موضحاً أن “بايدن” سيوقع “نحو 12” أمراً تنفيذياً غداً الأربعاء عقب حفل التنصيب. مؤكداً أن “الرئيس المنتخب سيتخذ تدابير، ليس فقط لإصلاح أشد أضرار إدارة ترامب جسامة، وإنما أيضاً للدفع بالبلاد قدماً”.
وتشير تقارير إلى أن من بين القرارات التي سيتخذها “بايدن”، إصدار تعليمات بلمّ شمل الأطفال الذين فُصِلوا عن أسرهم على الحدود مع المكسيك. وكذلك قرار تنفيذي بإلزام ارتداء الكمامات في المؤسسات الفيدرالية وعلى متن وسائل النقل بين الولايات.
ومن أبرز التوقعات أن يخطط “بايدن” لاقتراح خطة هجرة إلى الكونغرس خلال أول 100 يوم له في منصبه، ستهيأ الطريق للحصول على الجنسية لملايين المهاجرين غير الشرعيين الموجودين حاليا في الولايات المتحدة. وكذلك التعامل مع قرار كانت واشنطن قد أعلنت في يناير الماضي، إضافة 7 دول جديدة إلى قائمة الولايات المتحدة لحظر السفر.
وعلى مسار السياسات ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن “بايدن” سيصدر، بمجرد دخوله البيت الأبيض، جملة من المراسيم الرئاسية ينأى فيها عن سياسات سلفه “ترامب”، من بينها: إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للتغير المناخي من أجل تقليص انبعاثات الكربون، وإلغاء حظر الدخول المثير للجدل المفروض على القادمين إلى الولايات المتحدة من أغلب الدول الإسلامية، وفرض ارتداء الكمامة في المباني الحكومية وأثناء السفر بين الولايات. وكذلك تمديد تقييد إجراءات الطرد من المسكن أو الحجز عليها وطنيا بسبب وباء فيروس كورونا.
وسبق وتعهدت إدارة “بايدن” بتوفير 100 مليون لقاح ضد مرض كوفيد -19 خلال 100 يوم من توليها السلطة، واصفة عملية التلقيح الحالية بأنها “فشل ذريع”.
أما التحديات فهي عديدة؛ وأولها أن “بايدن” سيتسلم دفة القيادة في ظروف استثنائية بسبب وباء فيروس كورونا، إذ ارتفع عدد الوفيات اليومية إلى الآلاف، بينما لقي 400 ألف شخص حتفهم. وفضلا عن تفشي فيروس كورونا تعاني البلاد من العنف السياسي الذي تصاعد في الفترة الأخيرة.
بالمقابل يقول المتفائلون بناءً على تصريحات لإدارة الرئيس الجديد أن هناك فرصاً واعدة ليتخذ الرئيس قرارات حولها؛ مثل إعادة إحياء منظمة التجارة العالمية، والاتجاه نحو المزيد من السياسات التعددية في القرن الحادي والعشرينـ والعمل على بناء علاقة أقوى مع روسيا مبنية على تحقيق المصالح المشتركة، وكذلك قيادة الولايات المتحدة للشراكة الموسعة عبر المحيط الهادئ. هذا بالإضافة لجوانب مثل المزيد من القوة لملف ريادة الولايات المتحدة وحلفائها في تشكيل هياكل دولية جديدة للحوكمة الرقمية.