استبقت سنابل الخضير شهر ديسمبر بأيام معدودات؛ لتعيد لأهالي منطقة جازان ذكريات تحتل مساحات من ماضيهم، وتجدد العهد بمنتج حاضر حتى اليوم على المائدة الجازانية بتنوع أطباقه وألوانه.
وللخضير في جازان موسم طويل تتحول فيه الحقول إلى خلايا عمل للمحافظة على السنابل من الطيور التي تترصد لها وتذرها خاوية لا خضير فيها، فتحال إلى نصيب الأغنام، ولكن خبرة السنين جعلت من المزارع أكثر قوة في حماية حقوله لتنتج الكميات الأكبر من الخضير، غير أن “كورونا” منعت بعض المزارعين من الاستعداد للموسم كالمعتاد.
وتشهد طرقات منطقة جازان هذه الأيام “بدء انتشار باعة الخضير” مستبقةً الموعد “الذروة” السنوية، ويتوافد عشاق الخضير من كل حدبٍ وصوب، لشرائه، ومن ثم خبطه وطحنه وطبخه.
ولطبخ الخضير طرق متنوعة؛ من أشهرها أقراص خبز التنور وهي التي تؤكل بوضعها أو يفضلها البعض بعد فتها في وعاء وسكب الحليب الساخن عليها والعسل والسمن، كما يعمل البعض على خلط خبز الخضير بالموز والعسل لتشكل “مرسة الخضير الشهيرة” ويفضل البعض طبخه دون خبزه وهي وجبة تسمى “الثريث”.
وتعتبر الأكلات المتنوعة من الخضير، تراثاً منذ الأزل، فيما تكثر زراعة الخضير ويتوافد عليه سكان منطقة جازان سنوياً.