رفع عضو مجلس الشورى، الدكتور عاصم بن محمد بن منصور مدخلي، أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بمناسبة الذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية.
وقال: “في مثل هذه الأيام المباركة نستلهم الذكرى العظيمة والغالية علينا جميعاً لبيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فنجدد الولاء والانتماء، لرجل المنجزات التاريخية والقائد الملهم لنجاحات رؤية المملكة الطموحة، فهذه شواهد ستة أعوام من المكتسبات والمنجزات الكبيرة للوطن الغالي حاضرة مع ذكرى البيعة، منذ أن رسم مليكنا -أيده الله- آفاقاً استشرافية لمستقبل المملكة بعزيمة المستعين بالله، ثم بطموح وإرادة الشعب، فكان ملهَماً في أقواله وأفعاله لجميع الشعب ومحفزاً نحو الإبداع والريادة لتكون للمملكة موضع الصدارة في المحافل الدولية بثقلها الاستراتيجي ومكانتها المؤثرة ضمن دول العشرين”.
وأضاف أن “المتأمل لتوالي المنجزات وجملة المبادرات التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتطوير شتى المجالات: الاقتصادية والعدلية والأمنية والصحية والتعليمية والتقنية والبحثية، ليدرك حقيقة أن المملكة بقيادتها الرشيدة تسير بخطى ثابتة نحو التنمية المستدامة وتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وفق أسس راسخة من خلال دور المملكة الفاعل محلياً وإقليماً ودولياً، فعلى الصعيد المحلي أولى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتمامه الكريم بدعم التنمية المستدامة لوطننا الغالي من خلال الاهتمام بركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الداخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة، على الرغم من إنّ العالم يمر بتقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم دول العالم وأدت إلى ضعف بالنمو، وانخفاض في أسعار النفط.
وعلى الصعيد الدولي اهتم -أيده الله- بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي، واحتواء الأزمات والإغاثة الإنسانية للعديد من الدول المنكوبة، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك ونبذ الغلو والتطرف ونبذ خطاب الكراهية، والحرص على الحل السياسي للأزمات الدولية لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية ومساعدة الاقتصاد الدولي وتأجيل الديون السياسية على الدول النامية والفقيرة، ما عزز من مكانة المملكة بثقلها المؤثر إقليمياً ودولياً واحتلت مكاناً رائداً ودوراً مؤثراً نتج عنه رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في القمة الاستثنائية وقد انعكس ذلك إيجابياً من خلال توحيد الرؤى والمساهمة الفاعلة في زيادة تنسيق الجهود الدولية لمعالجة مختلف الموضوعات ذات الاهتمام الدولي المشترك”.
وأكمل: “لقد شاهد الجميع التفاعل الإنساني الكبير المتمثل بحجم الدعم السخي من قبل الدولة -أيدها الله- لقطاع الصحة والمتابعة المستمرة واليومية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لشؤون المواطنين والمقيمين منذ أصابت جائحة فيروس كورونا المستجد covid-19 بما في ذلك إطلاق جملة من المبادرات التي خففت من تداعيات وتأثيرات الجائحة على المملكة من بدايتها، فقد صدر أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الكريم القاضي باستثناء العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المـتأثرة من التداعيات الحالية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، من المواد الثامنة، والعاشرة، والرابعة عشر من نظام التأمين ضد التعطل عن العمل، بحيث يحق لصاحب العمل بدلاً من إنهاء عقد العامل السعودي أن يتقدم للتأمينات الاجتماعية بطلب صرف تعويض شهري للعاملين لديه بنسبة 60% من الأجر المسجل في التأمينات الاجتماعية لمدة ثلاثة أشهر، بحد أقصى تسعة آلاف ريال شهرياً، وبقيمة إجمالية تصل إلى 9 مليارات ريال”.
وقال إن “المتأمل يدرك حجم الجهد الكبير والمتابعة الحثيثة من القيادة الحكيمة التي تقف خلف هذه الإنجازات التي تحققت بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم بفضل توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله؛ لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن ولكل من يقيم على ثرى بلادنا المباركة والمحافظة على أمن الوطن وصحته وسلامته، حيث أتاحت الدولة -أيدها الله- العلاج المجاني للمواطن والمقيم وحتى المخالف لنظام الإقامة، وامتد هذا العطاء الإنساني الحكيم بصدور قرار مجلس الوزراء السعودي بصرف مبلغ 500 ألف ريال، لذوي المتوفين بسبب فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19″، من العاملين بالقطاع الصحي سواء العام أو الخاص بالمملكة ليشمل السعوديين وغير السعوديين والعاملين، سواء كانوا من المدنيين أو العسكريين، في خطوة رائدة نحو اهتمام وحرص سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بحماية حقوق الإنسان في مختلف الظروف والأحوال، فضلاً عن الاهتمام بالحرمين الشريفين والدعم اللا محدود الذي شاهده الجميع على مختلف وسائل الإعلام؛ لخدمة قاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي؛ لتمكينهم من أداء شعائرهم في أجواء من الطمأنينة والصحة والأمن والأمان”.
وأشار إلى أن “هذا النهج المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يأتي امتداداً للسياسة الحكيمة والتأسيس المتين الذي شيد بناؤه ورسخ جذوره جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، فقد مرت على بلادنا المباركة ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها بلادنا المباركة دائماً -بحمد الله- أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه، ثم بحكمة القيادة الرشيدة، وبتلاحم الشعب الوفي مع قيادته. ولعل الظروف التي أحاطت بالمملكة في أزمة كورونا خير مثال على ذلك، فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته”.