تتميَّز جبال القهر جنوب السعودية الواقعة بمحافظة الريث على بُعد يقارب 130كم شمال شرق منطقة جازان ذات الأشكال المخروطية المتناسقة بطبيعة بكر خلابة، حباها الله بجمال أخَّاذ، وتاريخ طويل، يجعل منها منطقة جذب سياحي، ويُقال إنها سُميت بذلك الاسم كونها تقهر كل من يريد الصعود عبرها لشدة وصعوبة تضاريسها.
وعلى الرغم من كل المقومات التي تحظى بها جبال القهر من آثار يعود تاريخها لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وقصص للأساطير، إلا أنها لا تزال غائبة عن المشهد السياحي؛ ويرى سكان من المنطقة أنها تحتاج للكثير من الاهتمام لإبرازها.
وكان باحثون قد اكتشفوا في جبال القهر هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية، كانت قد حُفظت داخل غرف في صخور، يزيد عمرها على أكثر من 3 آلاف عام، بجانب آثار أقدام، رجَّح الباحثون أن تكون آثارًا لديناصورات، إضافة إلى رسومات ونقوش في غاية البراعة.
وتحكي تلك الشواهد عن “جبل القهر” احتفاظه بأساطير غريبة، رواها عدد من زواره عن الجن.. ويقال إنه سُمي بذلك الاسم لأنه يقهر كل من يريد الصعود عبره لشدة وصعوبة تضاريسه، وقالوا إنه تم العثور على صخرة مطبوع عليها تسعة أكفف، منها كف لغلام، وتحتها قبران، فيهما تسع رمم بشرية، واحدة منها لغلام أيضًا.
وتم اكتشاف أسرّة خشبية، وُجدت معلقة بين الصخور لإبعاد خطر السباع والثعابين عن أصحابها، كما عُثر على رسوم لرقصات شعبية وحيوانات غريبة على جدران الكهوف والمغاور بين الفوالق الصخرية.
وجاء في تقرير الفريق العلمي الذي اكتشف تلك الأسرّة أن وجودها هو لمن كان يستخدمها من الأقوام التي سكنت الجبل؛ لأنها كانت أكثر أمنًا، وبعيدة عن الحيوانات المفترسة، منها السباع والضباع والثعابين.
وكان الفريق العلمي قد عثر على مقابر جماعية داخل أبنية حجرية، وترتفع تلك الأبنية نحو 20 مترًا عن مستوى سطح الأرض. وقد خُصصت للأطفال مقابر صغيرة مشابهة في طريقة البناء والحفظ.
وتوقع الفريق العلمي أن يعود تاريخ تلك الجثث إلى ثلاثة آلاف عام بسبب طريقة حفظها في جلود طبيعية داخل تلك الأبنية الحجرية المرتفعة عن الأرض؛ كي لا تعرّضها لمياه الأمطار والحرارة والرطوبة.. فيما رأى الفريق أن طريقة الدفن وتوجُّه العظام لاتجاهات تخالف القبلة تشيران إلى أن تلك الجثث تعود إلى عصور ما قبل الإسلام.