أكد محافظ أبوعريش محمد بن هادي الشمراني أن المحافظة والجهات المعنية أنهت رسم خارطة طريق لاستثمار بحيرة سد وادي جازان اقتصاديًّا وسياحيًّا، وتحويلها إلى منتجع سياحي طبيعي واستشفائي على مستوى رفيع من المعايير والمواصفات.
وأشار إلى أنه تم عمل دراسة، وتنسيق، وتصميمات، تولتها المحافظة على مدى 30 يومًا. مضيفًا بأن البحيرة تحظى بموقع استراتيجي فريد من نوعه، وتتوافق مع توصيات الخبراء العالميين بوزارة الشؤون البلدية والقروية التي تتضمن اختيار أبوعريش مركز نمو اقتصادي مع 32 مدينة بالسعودية.
جاء ذلك خلال وقوفه أمس مع اللجنة المشكَّلة لمعاينة الموقع الاستثماري ببحيرة سد وادي جازان.
وكانت “سبق” قد أعدت في أغسطس من عام 2014 تقريرًا بعنوان “تعطش الزوار للسياحة في مشروع لم يكتمل ببحيرة سد جازان”، رصدت من خلاله تعطش العديد من الزوار للأماكن السياحية؛ إذ يشهد الموقع الذي يوجد في بيئة جبلية تضاريسها وعرة؛ يصعب الوصول إليها من دون وجود مرشد، حضورًا سياحيًّا كثيفًا من الزوار رغم عدم اكتماله.
واستنفرت محافظة أبوعريش جهودها في بدء استثمار بحيرة سد وادي جازان، التي تعد متنزهًا طبيعيًّا واستشفائيًّا، يقصدها طالبوا الاستشفاء والزوار للتمتع بطبيعتها الخلابة.
ووقفت لجنة مشكَّلة من محافظة أبوعريش على موقع البحيرة، وذلك بعد الانتهاء من الاجتماعات التي استمرت قرابة 3 أسابيع لوضع الخطط ومناقشتها، ورسم الرؤى التطويرية، واعتمادها، ومعاينة الملف الاستثماري بحضور وكيل محافظة أبوعريش حسن حكمي، ورئيس البلدية محمد القحطاني، ومدير فرع الزراعة جبران حلل، ومدير خدمات المياه ياسر حمزي، ومدير المركز الإعلامي للمحافظة حسين معشي.
خطط تطويرية
تمثلت الخطط الاستثمارية في طرح مشروع استثماري على مساحة 250 ألف متر مربع ببحيرة السد، وإنشاء مستشفى استشفائي لمعالجة أمراض الجلدية، وإقامة الفنادق السياحية، والشاليهات، ومتنزهات للرياضة البحرية، وتنفيذ الحدائق، وإنشاء المظلات التي ستسهم في تعزيز السياحة بالمنطقة، وتحويلها إلى بيئة استثمارية واقتصادية.
مقومات اقتصادية
وأوضح محافظ أبوعريش محمد بن هادي الشمراني أن محافظة أبوعريش تملك مقومات استثمارية واقتصادية وسياحية، ستكون نقلة تنموية مميزة خلال السنوات المقبلة من خلال مواكبة رؤية السعودية 2030. مشيرًا إلى أنها تحظى بدعم واهتمام وحرص أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز، ومتابعة وتوجيه وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأمانة منطقة جازان، الذين لا يبخلون بتوجيهاتهم المستمرة لدعم المحافظة وازدهارها تنمويًّا.
دراسة متكاملة
وبيَّن رئيس بلدية محافظة أبوعريش محمد بن مسفر القحطاني أن البلدية أعدت دراسة متكاملة من قِبل جهات عدة لاستثمار بحيرة السد. مشيرًا إلى أنه تم طرح موقع للاستثمار على مساحة 250 ألف متر مربع منذ أيام عدة.
وأضاف بأن المحافظة تسعى من خلال توجيهات المحافظ إلى إيجاد كل التسهيلات للمستثمرين، وتذليل العقبات التي تواجه تسريع العمل، ومعالجتها. مؤكدًا أنه تم التنسيق مع الجهات الحكومية لوضع الحلول العاجلة، واعتماد تنفيذ المشروع.
وتُعتبر بحيرة السد أحد أجمل المواقع في المنطقة الجنوبية؛ إذ إن للمسطحات الخضراء والأشجار على ضفاف بحيرة سد وادي جازان دورًا كبيرًا في توافد أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة التي تمر بالمنطقة، ويستقر عدد كبير منها ببحيرة السد وعلى ضفافها؛ لما تجده من بيئة طبيعية، تكونت على مدى السنوات الماضية، كما وجد بعض أصحاب المواشي مرعى وفيرًا لمواشيهم؛ لما تزخر به المنطقة من تنوع نباتي كثيف ووفير؛ وهو ما تسبب في توافد الزوار إليها.
ويقع سد وادي جازان شرق محافظة أبوعريش بمنطقة جازان، وتصب فيه سيول وادي جازان، ويشتهر بجريان السيول به على مدار العام، وعدد آخر من الأودية والشعاب التي كانت تصب على شاطئ بحر جيزان.
وقد نُفّذ مشروع السد بالمنطقة، وتم الانتهاء من أعمال البناء به في عام 1390 هـ؛ ليكون أول سد ينفذ بمنطقة جازان، وتحجز فيه مياه الأمطار والسيول مشكِّلة بحيرة ضخمة خلف السد، يستفاد منها في عمليات الري لأراضي المزارعين، وأصبحت مصدرًا للمياه السطحية لآبار المنطقة.