بدأ أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر بيان بالكويت اليوم اجتماعات القمة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويرأس وفد المملكة العربية السعودية، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وبدأت القمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى صاحب الـسمـو الـشيـخ صـباح الأحـمد الـجـابر الصباح أمير دولـة الكـويـت رئيس القمة الرابعة والثلاثين كلمة افتتح بها الاجتماعات رحب فيها بالضيوف. وهنأ سموه الأشقاءَ في دولةِ الإمارات العربية المتحدةِ الشقيقةِ على الفوز المستحق لمدينة دبي بتنظيم معرض أكسبو 2020 ، الذي يُعبر عن المكانةِ الدوليةِ الرفيعة التي يَحظى بها البلدُ الشقيق، وما تتمتعُ به إمارة دُبي من خِبراتِ عريقةٍ في إقامةِ مثلِ هذه المعارضِ الدولية.
واضاف سمو أمير دولة الكويت قائلا: لقدْ إستَطَعنا أَن نُثبت للعالمِ أَجمعْ أَن المسيرةَ المباركةَ لمجلسِ التعاونِ لدولِ الخليجِ العربيةِ بِكُل ما تَحمِلهُ مِنْ دلالاتِ الخيرِ قادرةٌ على الصُمود والتواصلِ لخِدمةِ أَبناءِ دولِ المجلس.
وأوضح سموه أن نظرةً فاحصةً للظروفِ المُحيطةِ بنا على المُستوى الإقليمي والدولي تُؤكدُ وبجلاءٍ أَهميةَ إجتماعنا اليومَ وضرورةِ التشاورِ وتبادُلِ الرأي حِيال تِلكَ الظروفِ وَتداعياتها على مَنطقتنا بما يُعززُ مِنْ تكاتُفنا ويزيدُ مِنْ صلابةِ وِحدَتنا ، فَفي إجتماعنا عِزةً وإباء ، وفي تَعاوننا قُوةً ومَنعة .
وأشاد سمو أمير دولة الكويت بالجهودِ التي تَبذلها الإدارةُ الأمريكية لإعادةِ انطلاقِ مفاوضاتِ السلامِ ، مؤكداً أَن المنطقةَ لَنْ تنعمْ بالسلامِ إلا بتطبيقِ إسرائيل لقراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ ، ومبادرةِ السلامِ العربيةِ ، وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ القابلةِ للحياة.
واضاف سمو امير دولة الكويت قائلا : لا زالتْ الكارثةُ الإنسانيةُ في سُوريا ماضيةٌ ، مما يَدعونا لمُضاعفةِ الجُهودِ والعملِ مع المُجتمعِ الدولي ، ولاسيما مجلسَ الأمنِ الذي وَقفَ عاجزاً وبكُل أَسفٍ عن ممارسةِ مسئولياتهِ التاريخيةِ في وَضعِ حَدٍ لهذهِ الكارثةِ الإنسانيةِ .
وقال ” إننا في دولةِ الكويتِ نَشعُرُ بألمِ الأشقاءِ ونَسعى جاهدينَ إلى تضمِيدِ جِراحهم وتَوفيرِ سُبلَ العيشِ لهم , لقد استَجبنا إلى نِداءِ الأمينِ العامِ للأممِ المُتحدة لِعقدِ المؤتمرِ الثاني لدعم الوضعِ الإنساني في سوريا المقرر عقدهُ في بلدكم دولة الكويت منتصف شهرِ يناير 2014 ، وأدعوكم مِنْ هذا المنبرِ إلى المشاركةِ الفاعلةِ كَعهدِنا بِكُم لمُساعدة أشقائنا “.
وأشار سمو أمير دولة الكويت إلى أنه تلقى رسالةً من فخامةِ الرئيسِ عبدُ ربهِ منصور هادي رئيسَ الجمهوريةِ اليمنيةِ الشقيقة يشكر فيها قادة دول مجلس التعاون على ما تَحظى به بلدهُ من رعايةِ وعنايةِ دُول المجلسِ ، ويشرحُ فيها المصاعبَ والتحدياتِ التي يُواجهها اليمنُ الشقيق ، ويطلبُ فيها دَعم دُول المجلسِ السياسي والاقتصادي لمُواجهةِ مُتطلبات المرحلةِ المقبلة. وقال سمو امير دولة الكويت في كلمته : إننا لعلى ثِقةً بأنكْم ستُواصلُون دَعمَكم للأشِقاءِ في اليمنِ مِنْ أَجل تَحقيقِ ما ينشده البلد الشقيق من أمنِ وإستقرار.
واختتم سمو أمير دولة الكويت كلمته قائلا: عبرتْ دولُ المجلسِ عن ارتياحها لاتفاقِ جِنيف التمهيدي حول البرنامجِ النووي الإيراني ، مُتطلعين إلى أن يتحققَ لهُ النجاحُ ليقودَ إلى إتفاقٍ دائمٍ ، يُبعد عن المنطقةِ شَبح التوترَ .
ثم ألقى رئيس مجلس الأمة الكويتي رئيس الاجتماع الدوري السابع لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية مرزوق علي الغانم كلمة أعرب فيها عن سروره بأن تلتئم هذه القمة المباركة في الكويت وبضيافة قائدها الكبير وبين شعبها الأصيل الذي يتشرف بمقدمكم ويفتخر بهذه المسيرة الخيرة ويتمسك بها .
ورحب بقادة دول مجلس التعاون في بلدهم الثاني الكويت الذي أثبت دفاعكم عنه ضرورة وحكمة قيام مجلس التعاون الخليجي وأعطى تحريره هذا المجلس مصداقيته وحضوره وهيبته .
كما رفع نيابة عن رؤساء البرلمانات الخليجية أصدق عبارات التقدير والاحترام لقادة دول الخليج على كل ما تجده مسيرة الاجتماعات الدورية للمجالس البرلمانية الخليجية من رعاية واهتمام ومساندة والتي لولاها ماكان لها أن تتقدم للأمام .
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي ” بتوفيق من الله وبفضل اهتمام رجال القمة ورعايتهم أصبحت الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات الخليجية مكونا أساسيا في منظومة العمل الخليجي المشترك يتفاعل معها ويتكامل ضمنها ويرفد جهدها وهدفها بما يعزز قاعدتها التي وضعها القادة الرواد والتي أعليتم بنيانها وطورتم دورها لتكون أنموذجا في التنظيم الإقليمي يخدم شعوبنا ويثير إعجاب عالمنا .
وأضاف يقول ” مما يبعث على الارتياح أن سلسلة الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات الخليجية سجلت تقدما ملحوظا في أسلوب العمل والتنظيم المؤسسي وقنوات الاتصال والتواصل كما حققت العديد من النتائج المثمرة تمثلت في التشاور الجماعي وتوحيد المواقف , حيث برزت المجالس البرمانية الخليجية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية كتلة واحدة متجانسة تمارس دورا فاعلا في دعم قضايا ومواقف دول المجلس , كما أتى اتفاق رؤساء البرلمانات الخليجية على تشكيل لجنة مشترركة تعمل على توحيد التشريعات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية تمهيدا للوصول إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس لنضيف بذلك بعداً مهماً لمسيرة مجلس التعاون المباركة , يتكامل فيه الجانب البرلماني الشعبي بالجانب الحكومي الرسمي وستواصل هذه الاجتماعات بإذن الله أداء دورها هذا بتكاتف وتلاحم في ظل توجيهاتكم الحكيمة وبما يدفع عجلة التعاون الخليجي قدما إلى الإمام