سجَّل التاريخ اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطنين، وتوفير احتياجاتهم عبر سنين طويلة. وفي السجلات للملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – دور كبير في إيصال التيار الكهربائي لأعالي قمم جبال فيفاء جنوب السعودية، وذلك في قصة تصف التغلب على صعوبة التضاريس من أجل خدمة المواطنين.
وفي تفاصيل القصة التي يرويها لـ”احد المصادر” الزميل الإعلامي يزيد الفيفي، فقد توجَّه شيخ شمل قبائل فيفاء حسن بن علي الفيفي قبل العام ١٤٠٧ إلى الملك فهد بتنسيق من الشيخ القاضي علي مديش – رحمهم الله جميعًا -، ودار بينهم حوار حول الأوضاع في هذه المحافظة. ووصف الشيخ للملك حالها، واحتياجها للطرق والكهرباء؛ فما كان من الملك فهد إلا أن قال: “أبشروا بالخير”، وذلك في لقاء تخلله حديث ودي.
وتابع: ما هي إلا فترة وجيزة وقد باشرت الشركة المقاولة تجميع المعدات والأعمدة الكهربائية في أرض مساحتها كبيرة في محافظة العيدابي بمنطقة جازان. ولسبب صعوبة التضاريس التي منعت صعود الشاحنات لأعالي الجبال فقد خُصصت مروحية “هليكوبتر” لنقل المعدات من العيدابي إلى قمة جبال فيفاء. وما هي إلا أشهر حتى أضاءت فيفاء.
وأضاف الإعلامي: “طالب الملك فهد بإزالة مزارع القات في ذلك الوقت؛ فأمر بأن يوفَّر لهم ما يغنيهم عن تلك المزارع التي يبيعون منها القات وفق إجراءات محددة، وإنشاء هيئة تطوير وتعمير فيفاء؛ لتكون هي الهيئة الثالثة على مستوى السعودية.
وحصلت “مصادر” على مقطع فيديو، رصد عملية نقل المعدات لإيصال الكهرباء لأعالي جبال فيفاء في عام 1407 عبر طائرة “الهليكوبتر”.