قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إن بلاده ليست عدوا لإيران، معربا عن استعداده للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، وأضاف بيريز أنه لايجوز لإيران تهديد العالم أو الحصول على السلاح النووي .
كما وصف بيريز ــ بحسب راديو صوت إسرائيل ــ الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، بأنها خلافات عائلية، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صديق حقيقي لإسرائيل.
يأتي هذا فيما أشارت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية إلى أن إسرائيل تغير من أساليب تعاملها مع المحادثات النووية الإيرانية، من خلال نبذ الانتقاد العلني الشرس لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الضغط خلال المقابلات السرية بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين غربيين وإسرائيليين أنه “وبعد أسابيع من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حشد الرأي العام الأمريكي ضد الاتفاق المؤقت مع إيران، تحاول الحكومة الإسرائيلية حاليا استعمال نفوذها في واشنطن لتشكيل الموقف التفاوضي للإدارة الأمريكية خلال المحادثات المقبلة.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يتوجه فريق رفيع المستوى من المسؤولين الإسرائيليين يرأسه مستشار الأمن القومي يوسي كوهين إلى واشنطن لبدء محادثات تفصيلية مع إدارة أوباما.
وكان نتانياهو وصف الاتفاق بالخطأ التاريخي، وهو ما اعتبره البعض بداية فصل جديد لتدهور العلاقات تل أبيب وواشنطن، والتي شهدت صعوبات خلال السنوات الخمس الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “رغم تلك اللهجة الحادة، فإن الحكومة الإسرائيلية ترى أن الاتفاق الذي وقع مؤخرا أفضل من مسودة سابقة كانت مقترحة، بسبب حشد إسرائيل لدعم الدول الست، ثم استئنافها لهذه الجهود في واشنطن”.
وأوضح مسؤول إسرائيلي للصحيفة أنه “ما زلنا نرى أن الاتفاق الأول هو خطوة في الاتجاه الخاطئ، وقد بات من الماضي الآن، أما الآن فسنركز على ما سيحدث في الأشهر المقبلة”.
وقال توماس بيكرنج (السفير الأمريكي السابق، المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية): إن نهج إسرائيل قد تغير “بين عشية وضحاها من انتقاد الصفقة المؤقتة إلى العمل مع الأمريكيين ومحاولة تحسين بعض المسائل والقضايا التي تود إسرائيل تغطيتها خلال الجولة المقبلة من المحادثات، وأضاف بيكرنج “لا أعلم مدى دوام هذا التحول الإسرائيلي، لكن أعتقد أن هذا التحول كان مثيرا للاهتمام”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “رغم جهود التفاهم هذه، لم يتغير موقف نتانياهو العلني بشأن القضية، حيث قال لوزير الخارجية الأمريكي أثناء زيارته لإسرائيل: إن أي اتفاق مع إيران ينبغي أن يشتمل على إنهاء القدرة النووية العسكرية الإيرانية”.
ورغم هذا الموقف، أوضح مسؤولون غربيون مشاركون في محادثات إيران لـ”فايننشيال تايمز” أن “هناك اعتقادا متزايدا أن نتانياهو بدأ يتقبل فكرة استبقاء إيران لبعض قدرات تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق نووي”، وهو الموقف الذي يعارضه بشدة في العلن.
وأضاف مسؤول غربي: “ينكر نتانياهو هذا الأمر علنا، لكن يبدو أن الإسرائيليين أدركوا أن إبقاء بعض قدرات تخصيب اليورانيوم، سيكون ضمن طبيعة هذا الاتفاق”.
وأضافت الصحيفة أن “بعض المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يركزون على الضغط من أجل شروط مختلفة للاتفاق النهائي، تشمل تحويل مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل إلى آخر يعمل بالماء الخفيف، وتخفيض أعداد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران حاليا من 19 ألف إلى ألف أو ألفين جهاز.