جرت يوم أمس اشتباكات عنيفة في جبهة حرض ما بين السلفيين ومليشيات الحوثي المسلحة، وهي امتداد لمعارك يوم أمس الأول، وقد لقي أكثر من خمسة وعشرين حوثياً مصرعهم وجرح العشرات في جبهة حاشد خلال 24 ساعة.
وكان المناصرون لدماج في جبهة حاشد قتلوا يوم أمس الأول خمسة عشر حوثياً وجرح عشرين آخرين في معارك عنيفة مع مقاتلي حلف النصرة في منطقة العشة بمحافظة عمران.
وقال المصدر: إن اشتباكات عنيفة تجددت – أمس – بين الحوثيين والقبائل استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة..
من ناحية أخرى قتل شخصان – صباح أمس السبت – وأصيب آخرون جراء استمرار جماعة الحوثي المسلحة قصف منطقة دماج.
وقال مصدر في جبهة حاشد: إن بشائر النصر تلوح في الأفق.. مشيراً إلى أن الحوثي كلما اختنق وضيق عليه الخناق نادى بالصلح، ودعت إلى كف التلاعب بدماء اليمنيين لحروب ستة ونقض المواثيق والعهود.
وأكد بيان صادر عن الجبهة أن الحوثي كلما انخنق وضيق عليه الخناق نادى بالصلح.. داعياً الحوثيين الكف عن التلاعب بدماء اليمنيين والعودة إلى الحروب والصلح ومن ثم نقض العهود والمواثيق.. مشيراً إلى أن الصلح إنما هو عبارة عن استراحة مقاتل بحسب اعتقاد الحوثيين.
وقال الناطق الرسمي بجبهة كتاف أبو حاتم الأشموري: “إننا في حاشد ودماج وكتاف وحرض والرضمة والجوف وباقم ومنبه وبني عوير وسفيان وبرط وفي جميع أنحاء الجمهورية اليمنية شيء واحد، إما أن تحل القضية بين أهل السنة والرافضة الاثنا عشرية “الحوثي” أذناب إيران، حلاً جذريا من أولها إلى آخرها، وإلا فباطن الأرض خير لنا من ظاهرها، والله يتولى الصالحين، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.
وقال رئيس اللجنة الرئاسية يحيى أبو أصبع – في تصريح – إن جنديين من لجان المراقبة اعتقلوا في نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في منطقة الخانق يوم أمس أثناء نقلهم مواد غذائية لزملائهم بتهمة تزويد السلفيين بذخائر أسلحة خفيفة.. مضيفا أن اللجنة اجتمعت مع قيادات من أنصار الله ومحافظ صعدة للعمل على الإفراج عن الجنديين.. معتبرا أن عملية الاختطاف تأتي في ظل تعرض قوات المراقبة لمضايقات كبيرة واتهامات من الطرفين.
وأشار أبو أصبع إلى أن الحوثيين قاموا بالتقدم وإحكام الخناق على دماج من ثلاثة مواقع، وأن إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة لم يتوقف طوال الأيام الماضية.. موضحًا أن الوضع في دماج مأساوي وبعض جثث القتلى تعفنت من دون أن تستطيع أية جهة الوصول إليها ونقلها، بالإضافة إلى الوضع الغذائي والإنساني الصعب.
من جهته أكد رئيس لجنة المراقبة في منطقة دماج أمين الحميري أن المراقبين لا يزالون في مواقعهم رغم الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة من قبل طرفي النزاع.
وأشار إلى أن انسحاب المراقبين من موقع “بيت الحتيش ومعمل البلك” جاء بطلب من السلفيين بعد تجدد الاشتباكات، وهو ما ساعد الحوثيين على التمدد.
مؤكداً أن لجنة المراقبة ملتزمة الحيادية، ولا تميل لطرف عن الآخر، وجميع أعضائها من أبناء القوات المسلحة والأمن ولاصحة للمعلومات التي يقول إن اللجنة منحازة.
وأوضح رئيس لجنة المراقبة أمين الحميري العراقيل التي يواجهها أعضاء اللجنة ناتجة عن عدم التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.. داعياً – في ختام تصريحه – طرفي النزاع إلى الالتزام بالشروط التي وضعتها اللجان العسكرية والرئاسية والبرلمانية والاستجابة إلى دعوات رئيس الجمهورية.
وكان مصدر خاص في دماج أكد أن الحوثيين اختطفوا يوم أمس 9 من المراقبين في جبل البراقة.
وأكد أن لجنة الرقابة سحبت جميع المراقبين من أفراد الجيش بشكل كامل من جميع المواقع التي تم توزيعهم فيها مسبقا وباتفاق من الطرفين.
وأشار إلى أن الحوثيين قتلوا أحد المواطنين – لا ينتمي لأي طرف – أثناء خروجه من منزله في قرية الأعوج، ويدعى “مسفر مانع مهدي”.
وأكدت مصادر محلية انسحاب لجان الرقابة العسكرية المكلفة بحفظ الأمن اليوم من مناطق دماج بعد اختطاف الحوثيين لعدد من الجنود.
وقال ناطق السلفيين سرور الوادعي : إن الجيش سحب لجان الرقابة بالكامل من جميع مناطق دماج بسبب ما اسماه مضايقات مسلحي الحوثي لعمل اللجان واختطاف خمسة من الجنود.
وفي عمران قتل مسلحو الحوثي قاضي محكمة القفلة وأحد مشايخ عذر بالقرب من مناطق التوتر في العصيمات.
إلى ذلك كشف صحفي متخصص في شؤون الجماعات الحوثية المسلحة عن مصدر مقرب من الرئيس هادي أن الرئيس هادي يعتبر ما يحدث في دماج من حصار منذ أكثر من خمسين يوماَ هي جريمة، وقد بذل جهدا لرفع هذا الحصار غير أنه وصل مع الحوثيين إلى باب مسدود.
من جانب آخر اتهم قيادي سلفي، جماعة الحوثي بمواصلة قصف منطقة دماج بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، بمختلف أنواع الأسلحة، وسط إحصائيات طبية بوصول عدد القتلى إلى 155 قتيلا وتجاوز الجرحى الـ400 شخص.