سلّط موقع “Arab News” السعودي الناطق بالإنجليزية الضوء على وضع الكثير من المغتربين الذين ولدوا في المملكة ولا ينتمون للجنسية السعودية، وذكر الموقع أنهم يواجهون “أزمة هوية حقيقية”؛ ذلك لانعدام تقاربهم مع بلدان آبائهم وأجدادهم من جهة، وعدم اعتبارهم سعوديين في الوقت ذاته.
ونشر الموقع السعودي الناطق بالإنجليزية تقريرًا ترجمته “عاجل”، جاء فيه أن نسبة كبيرة من المغتربين من الجيل الثاني والثالث، ولدوا ونشأوا بالسعودية، ويفضلون الحصول على امتيازات خاصة أو المواطنة السعودية.
وأوضح التقرير أن العديد من هؤلاء المغتربين يشعرون أن انتمائهم الرئيسي والأساسي للسعودية، لأنهم يتحدثون العربية بطلاقة باللهجة المحلية وتبنوا عادات وتقاليد البلاد وتأقلموا معها.
كما لفت التقرير إلى أن حملات التفتيش التي تبحث عن العمالة المخالفة منذ الرابع من نوفمبر الحالي لا تفرق بين المغتربين المولودين في السعودية وأولئك الذين يسعون للعمل هنا لبضع سنوات.
وأضاف أن هناك أكثر من 8.4 مليون مغترب في المملكة، ولد أكثر من 2 مليون منهم بالسعودية وأمضوا حياتهم بأكملها هنا، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال هناك حوالي 30 ألف هندي من الجيل الثالث ولدوا في السعودية.
ونقل التقرير عن مغتربين عرب ولدوا في السعودية قولهم: “إنهم لن يستطيعوا العودة لبلدان أجدادهم؛ لأنهم ليس لديهم علاقات وروابط حقيقية هناك، وفي الوقت نفسه يواجهون عوائق في إيجاد وظائف بالمملكة”.
وما يجعل الأمور أكثر غموضًا، هو ما إذا سيتم اعتبارهم من السعوديين ضمن برنامج نطاق أم سيتم النظر إليهم على أنهم أجانب.
وذكَّر التقرير بموقف الشيخ محمد العريفي، حين دعا إلى منح مواليد المملكة غير السعوديين الجنسية السعودية، معتبرًا أن بين هؤلاء عددًا كبيرًا من المبدعين والمتميزين والأذكياء الذين يمكن ان تستفيد منهم المملكة إضافةً إلى حبهم لبلاد الحرمين وتعلقهم بها.
وقال العريفي حينها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “كم فيهم مبدعون ومتميزون وأذكياء، مع حبٍ للوطن وتعلق ببلد الحرمين، إنهم مواليد السعودية غيرُ السعوديين، أتمنى أن يُمنحوا الجنسية السعودية”.
يُشار إلى أن المولودين لأم سعودية وأب أجنبي يختلف وضعهم عن المولودين في السعودية لوالدين من الأجانب، إذ منحت سلطات الدولة المجموعة الأولى امتيازات معينة لم تعطها للمجموعة الثانية، حيث يستفيدون من مزايا المواطنة السعودية ويبقون تحت كفالة أمهاتهم، ما يضمن لهم التمتع بالخدمات العامة مثل التعليم والصحة، كما أنهم يحتسبون ضمن السعوديين في برنامج “نطاقات”.