نشرت صحيفة “وورلد تريبيون” البريطانية تقريرًا ذكرت فيه أن السعودية حشدت قوات عسكرية ونشرتها على حدودها مع العراق.
ونقل تقرير الصحيفة الذي ترجمته “عاجل” عن مسئولين قولهم إن وزارتي الداخلية والحرس الوطني أرسلتا قوات عسكرية إلى منطقة صحراوية نائية بالقرب من العراق.
كما ورد بالتقرير أن نشر القوات جاء في أعقاب سقوط ست قذائف مورتر من العراق قرب موقع حدودي في شمال السعودية في الحادي والعشرين من نوفمبر الجاري، وهو الهجوم الذي أعلنت ميليشيا عراقية شيعية تدعمها إيران وهى “جيش المختار” مسئوليتها عنه قائلة إنه رسالة تحذير للمملكة لتكف عن “التدخل” في شئون العراق.
ونقلت الصحيفة عن اللواء منصور التركي (المتحدث باسم وزارة الداخلية) أن تلك المنطقة متاخمة للحدود العراقية والكويتية، ما ينطوي على احتمالية أن يكون مصدر تلك القذائف تدريبات عسكرية أو أمورا أخرى كثيرة.
وتابع اللواء التركي: “علينا أن ننتظر التحقيق لإظهار ماذا حدث على الحدود السعودية – العراقية”.
وكانت الحكومة العراقية قد نفت أي صلة لها بالهجوم، وقال مسئول عراقي إنه لم يتم إجراء أي تدريبات عسكرية إبان وقوع القذائف على الحدود مع السعودية .
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الهجوم بقذائف الهاون على الحدود السعودية والقادم من العراق هو الأول منذ عقود، وجاء بعد أقل من يومين من تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، الذي أعلنت ميليشيا تابعة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عنه.
في السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن القوات الجوية الملكية تقوم بطلعات جوية على الحدود العراقية – الكويتية بالتنسيق مع الحكومتين الكويتية والعراقية في أعقاب الهجوم.
ونوهت الصحيفة بأن نشر السعودية قوات عسكرية تزامن مع توقيع اتفاقية في 24 من نوفمبر الجاري بين القوى الغربية من شأنها أن تمكن إيران من الحفاظ على برنامجها النووي.
وينص الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 على وقف إصدار عقوبات جديدة على إيران، وإزالة بعض العقوبات بالتدريج في فترة 6 أشهر، واستمرار المفاوضات حتى إزالة الغموض بشأن البرنامج النووي.
وكان عبد الله العسكر (رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى) أعرب عن قلقه من الاتفاق الأخير بين إيران والسداسية قائلا: “أخشى أن تكون ايران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية، أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة”.
وأكد “العسكر” أن حكومة إيران أثبتت الشهر تلو الشهر أن لديها “أجندة قبيحة” في المنطقة، وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة، كما أشار إلى أنه اذا لم ينجح الاتفاق في منع إيران من تصنيع قنبلة نووية فإن السعودية ودولاً أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الأرجح.
يُشار إلى أن ثمة توتر يسود العلاقة بين السعودية وحكومة العراق التي يقودها نوري المالكي والتي ترى السعودية أنها تعمل لتحقيق مصالح إيران، ولم توفد السعودية سفيرا إلى العراق منذ ما قبل أزمة الخليج 1990-1991.