قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن المخاوف السعودية من إيران تتجاوز البرنامج النووي الإيراني واحتمالية أن تكتسب القدرة على الاختراق ؛ إذ أن المقلق بالنسبة للمملكة هو إيران نفسها ، باعتبارها تمثل تهديدات جيوسياسية واقتصادية لمكانتها في المنطقة.
وحددت المجلة ، فى تقرير لها ، 3 مخاوف رئيسة ربما تمثل تهديدا للسعودية؛ الأول أن إيران تشكل خطرا على الأمن الخارجي في المملكة، والثاني أن السعودية تعتبر إيران تهديدا للأمن الداخلي عبر الطائفية ، أما الثالث فهو إعادة النفط والغاز الإيراني إلى الأسواق العالمية.
وأضافت المجلة أن الولايات الأمريكية تعاملت مع السعودية كشريك أساسي فى الخليج وربما فى الشرق الأوسط ككل لمدة 30 عاما، مشيرة إلى أن هذا التعاون تجسد في عدد من القضايا المشتركة كمواجهة التوسع السوفييتي ومكافحة الإرهاب.
وأوضحت أن العلاقة بين البلدين تستند فى جوهرها على صفقة بسيطة مفادها ، ضمان أمريكا لأمن المملكة في مقابل ضمان السعودية استقرار أسعار النفط العالمية ، لافتة إلى أن ثمة خلافات فرعية كانت موجودة بين البلدين في عدد من القضايا تم إهمالها وحل بعضها وتجاوز وتجاهل البعض الآخر أو تمت التسوية من طرف واحد، كل ذلك للحفاظ على الصفقة الأساسية.
وقالت إنه مع التطورات التي حدث في الشرق الأوسط فقد نمت الخلافات بين الحليفين خلال العقد الماضي (حرب العراق ، الربيع العربي ، تنويع إمدادات الطاقة ) هذه الخلافات ظهرت للعلن بوضوح فيما يتعلق القضية الإيرانية والاتفاق الذي حدث مؤخرا بين إيران والقوى العالمية ، حيث تجاوز الغضب السعودي حتى الغضب الإسرائيلي من الاتفاق.
وأكدت المجلة أن المشكلة ليست في أن السعودية لا ترى أن الشروط المحددة للاتفاق غير مقبولة، لكن المشكلة أن السعودية ترى أن اتفاقا مع إيران يحل أغلالا من على طهران غير مقبول، حيث تري السعودية نفسها تشارك فى سباق محصلته صفر، فأي تحسن فى العلاقات بين إيران والدول الغربية سيأتى بالضرورة على حسابها .
وأشارت المجلة إلى أن ما وراء الصفقة أن الدولتين تتعاونان في عدد من القضايا الأخرى دبلوماسيا واستخبارتيا وماديا حيث تقدم السعودية الدعم المالي والدبلوماسي فى عملية السلام فى القضية الفلسطينية واليمن وسوريا، بالإضافة للاهتمام المشترك في مكافحة المتطرفين الذين يمثلون تهديدا للدولتين على حد سواء .