انحسرت أجواء التفاؤل في مفاوضات الدول الـ 6 الكبرى مع إيران بشأن البرنامج النووي المثير للجدل لطهران، المنعقدة لليوم الثالث حاليا في جنيف، إذ ترفض إيران مطالب وقف العمل في مفاعل “أراك” الواقع جنوب شرقي طهران.
وحسب مراسل “سكاي نيوز عربية”، فإن إيران ترفض تعليق العمل في المفاعل الذي ينتج البلوتونيوم، حتى لو كان ذلك مقابل رفع عقوبات اقتصادية ضخمة مفروضة عليها.
ويعد مفاعل أراك حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات الجارية في جنيف بحضور مسؤولين كبار من دول 5+1 (أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)، حسب مراسلنا.
ومن غير المرجح أن تمتد المفاوضات ليوم آخر، حسبما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي قال إنها ستنتهي السبت باتفاق أو سيتم تحديد موعد لجولة مفاوضات جديدة لاحقا.
كما تقاوم إيران مطالب الدول الست بخفض مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى مستوى لا يمكن عنده تحويله بسرعة إلى نواة قنبلة ذرية، حسبما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت.
وعرج فابيوس على الخلافات بشأن مفاعل أراك الذي يمكنه إنتاج ما يكفي من البلوتونيوم لعدة أسلحة نووية كل عام فور بدء العمل فيه.
وتنفي إيران أي رغبة منها في امتلاك هذه الأسلحة، لكنها تشغل حاليا أكثر من 10 آلاف جهاز طرد مركزي تنتج أطنانا من المواد عند مستوى الوقود بحيث يمكن تخصيبها لمستويات أعلى لإنتاج رؤوس حربية نووية.
كما أنها تمتلك ما يقرب من 200 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب في شكل يمكن تحويله إلى أسلحة بدرجة أسرع كثيرا، ويقول خبراء إن 250 كيلوغرام من هذا اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % مطلوبة لإنتاج رأس حربية واحدة.
وتقول إيران إنها تتوقع أن يكون أراك، مفاعل إنتاج البلوتونيوم، جاهزا ويبدأ العمل في وقت ما من العام المقبل، وستحتاج لمزيد من المنشآت لإعادة معالجة البلوتونيوم وتحويله إلى مواد لصنع الأسلحة، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب الأنشطة النووية الإيرانية إنها لم ترصد أي أدلة على مشروع كهذا.
وقال فابيوس إن إيران تعارض تعليق العمل في مفاعل “أراك”، بينما تتواصل المفاوضات النووية في محاولة للتوصل إلى اتفاق مبدئي وبعد ذلك اتفاق نهائي شامل يحد من أنشطة طهران الذرية، وقال إن التعليق ضروري قطعا.
وقال فابيوس “نأمل التوصل إلى اتفاق، لكن في الوقت الراهن لا تزال هناك قضايا لم يتم حلها”.