صورة بالأقمار الاصطناعية لموقع صواريخ باليستية في صحراء الوطح السعودية
ان التقدم الحضاري في المملكة العربية السعودية والبناء العمراني دليل سياسة سلمية لاكن الا يحق لتلك الانجازات من حماية وصون لها
وحفاظ على جهد امه اذا كانت الف يد تبني فلابد من يد ولو كانت واحدة تحمي
انه امر من حقنا فل يشهد الغرب والعالم ماذا لديهم وما يبنون وليشاهدوا ماذا نعمر ونبني
لندن – علمت “العرب” أن دوائر عسكرية غربية أصبحت تهتم بشكل دقيق ومركز بموضوع الصواريخ البالستية التي تمتلكها السعودية.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن الدوائر العسكرية المعنية بدأت تدرس تأثير تلك الصواريخ على المحيط الإقليمي في حالة حدوث نزاع بين بعض الدول المؤثرة.
وقال تقرير إن السعودية تنشر صواريخ بالستية موجهة باتجاه إيران وإسرائيل، وذلك استنادا إلى صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية عرضها خبراء عسكريون.
وكشف الخبراء أن الرياض “أقامت قاعدة في عمق الصحراء السعودية لم يُكشف عنها من قبل مزودة بقدرات لضرب كلا البلدين، ورصدوا بعد تحليل الصور وجود منصتي إطلاق مع علامات تشير إلى الشمال الغربي نحو تل أبيب والشمال الشرقي نحو طهران”.
وأضاف التقرير أن منصتي الصواريخ الباليستية صُممتا للترسانة السعودية من الصواريخ التي تُطلق من شاحنات ويصل مداها إلى ما يتراوح بين 2400 و4000 كيلومتر من القاعدة، التي يُعتقد أنها بُنيت في غضون السنوات الخمس الماضية كمؤشر على التفكير الاستراتيجي السعودي في وقت تزايدت فيه حدة التوتر في الخليج”.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف التي أوردت التقرير إلى أن المحللين في المجلة البريطانية لشؤون الدفاع “جينز إنتيليجنس ريفيو” يعتقدون بأن السعودية تعكف حاليا على تطوير صواريخها، على الرغم من أن منظومة صواريخها الباليستية (دي إف 3)، التي يعود تاريخها إلى عقد الثمانينيات من القرن الماضي، قادرة على حمل سلاح نووي.
وأضافت أن قاعدة الصواريخ الباليستية تقع في منطقة الوطح، التي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من العاصمة السعودية الرياض، وتم الكشف عنها خلال مشروع أجرته (جينز) لتحديث تقييمها للقدرات العسكرية السعودية، وتعمل كمنشأة للتدريب وإطلاق الصواريخ الصينية الصنع التي تم تخزينها في صومعة تحت الأرض في التلال الصخرية ولا يمكن تشغيلها عن بعد وتحتاج إلى توجيهها إلى الهدف قبل إطلاقها.
ونسبت الصحيفة إلى، روبرن مانكس، نائب رئيس تحرير المجلة قوله “إن تقييمنا يشير إلى أن هذه القاعدة تعمل بشكل كامل أو جزئي مع منصات إطلاق موجهة إلى إسرائيل وإيران، ونحن لسنا على يقين من أنها موجهة تحديدا إلى تل أبيب أو طهران، ولكن في حال كانت معدة للإطلاق نتوقع أن تستهدف المدى الكبرى”.
وتساءلت أوساط سعودية حول مغزى إثارة بعض الدوائر الغربية موضوع قدراتها الصاروخية في هذا الوقت.
وأشارت إلى أن الجميع يعلم أن السعودية تملك وحدة أسمتها بقوة الصواريخ الإستراتيجية، وأنها اشترت وحدات من صواريخ رياح الشرق الصينية، وأيضا صواريخ باكستانية الصنع غوري منذ عام 2003 وتم نصبها وتدار من قبل كوادر سعودية تم تدريبها في بلدان الصنع.
وقال محللون وخبراء عسكريون إن وضع الصواريخ السعودية باتجاه إسرائيل هو إجراء احترازي وروتيني، لكن تركيزها في اتجاه إيران يأتي في إطار تحسب سعودي جدي لأي هجوم إيراني مباغت.
وتعيش إيران تحت وطأة حصار اقتصادي وعقوبات دولية مشددة زاد من حدتها التوتر في علاقتها مع دول الجوار الخليجي التي تعمل على تطوير آليات التنسيق الدفاعي المشترك فيما بينها لأي مواجهة محتملة قد تأتي ردة فعل عشوائية من طهران حال تعرضها لهجوم إسرائيلي أو أميركي.
بالتوازي تعمل إيران على تطوير برنامجها النووي بعيدا عن أعين المؤسسات الرقابية الدولية، فقد كشف معارضون إيرانيون الخميس عن أنهم حصلوا على معلومات حول وجود موقع سري جديد ضمن البرنامج النووي الإيراني بالقرب من دماوند في محافظة طهران (شمال).
وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان أن “شبكة منظمة مجاهدي خلق داخل إيران حصلت على معلومات موثوقة حول وجود موقع جديد سري مخصص للبرنامج النووي للنظام، تم جمعها من قرابة خمسين مصدرا في مختلف مؤسسات النظام”.
وأوضح البيان أن “بناء المرحلة الأولى من المشروع بدأ في العام 2006 وانتهى مؤخرا. وشملت المرحلة الأولى حفر الأنفاق وأربعة مستودعات في المنطقة الخارجية ومنشآت الموقع وتشييد الطرقات من أجله”، وأن “بناء المرحلة الثانية من المشروع بدأ مؤخرا… ومن المقرر تشييد 30 نفقا و30 مستودعا خلالها”.
ويقول خبراء إن استمرار إيران في بناء برنامجها النووي وتطوير مراحله المختلفة قد يدفع بدول أخرى في المنطقة إلى خوض غمار التسلح النووي، وأن السعودية ستكون على رأس هذه الدول في ظل الدور الذي تلعبه في التصدي للخطط الاستراتيجية الإيرانية.
وفي هذا السياق، قال جيمس أبوثنوت رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني إن “السعودية قلقة إزاء تسلح إيران النووي وهذا أمر يقلق تركيا ودولة الإمارات ودول أخرى في الشرق الأوسط”.
من جهتها، قالت البارونة بولين نيفيل سميث، وزيرة الأمن في بريطانيا حتى عام 2011، والمسؤولة الأمنية البارزة في حزب المحافظين، وفي الأجهزة الأمنية البريطانية “إذا أنتجت إيران السلاح النووي فإن السعودية بدروها ستحصل عليه”.
وجاءت تصريحات أبوثنوت وسميث على هامش فعاليات ندوة عقدها مؤخرا معهد تشاتهام هاوس بلندن تحت عنوان “هل يؤدي التسلح النووي إلى ردع الخصوم”؟
وتشير تقارير إلى أن السعودية قد تلجأ إلى الحصول على مبتغاها من باكستان التي تربطها بها علاقات متطورة.
وسبق لموقع ديبكا المتخصص في تقصي أخبار صفقات الأسلحة أن ذكر في تقرير سابق أن باكستان تضع سلاحين نوويين تحت تصرف السعودية.
وبالتوازي مع الاستعدادات العسكرية السعودية المتحسبة لخطوات تصعيدية من طهران، فإن إسرائيل لا يبدو في نيتها أي تراجع عن استهداف المنشآت الإيرانية.
فقد أعلن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادر على اتخاذ قرار بشن حرب ضد إيران في أي وقت، خاصة في ظل تقارب الرؤى الأميركية الإسرائيلية حول دواعي الهجوم على إيران وأهدافها.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون الملف السوري هو الشرارة الأولى للمواجهة التي ستدخلها كل دولة وفق أهدافها الخاصة، وهو ما أشار إليه الخبير في السياسات الأميركية الخارجية وشؤون الشرق الأوسط مارك بروزنسكي.