توفي يوم الأربعاء الماضي شاب عشريني بعد مطاردته واطلاق النار عليه من قبل دورية تابعة لحرس الحدود بمركز ثبا التابع لقطاع العارضة .
وأفادة المصادر بأن المواطن “الحريصي ” كان يقود سيارته من نوع إيكو موديل 2007م على طريق قرية الدقيقة التابعة لمركز الحميراء بمحافظة العارضة قبل تعرضه المطاردة و إطلاق النار .
من جهته صرح الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بجازان العميد عبدالله بن محفوظ في حينه قائلاً : أنه في الساعة الرابعة والنصف من فجر هذا اليوم الأربعاء الموافق 18/ 12/ 1434 هـ شاهدت أحدى دوريات مركز ثبا التابع لقطاع حرس الحدود بالعارضة سيارة من نوع إيكو تسير في حدود المسئولية وقد تم الاشتباه بها وطلب استيقافها إلا أن قائد السيارة لم يمتثل ولم يتوقف وزاد من سرعته وتم متابعته من قبل الدورية وإطلاق عدد من الطلقات التحذيرية في الهواء لمحاولة إجباره على الوقوف لكنه زاد من سرعته مما تسبب في عدم سيطرته على السيارة واصطدامه بجبل لتنحرف بعدها المركبة عن مسارها وتسقط في أحد الوديان لتشتعل بعد ذلك النيران فيها ، وقام أفراد الدورية بالوقوف على السيارة ونقل قائدها عن طريق أحد الأشخاص الذين تواجدوا في الموقع للمستشفى ولكنه فارق الحياة قبل وصوله هناك في حين قامت الدورية بأخذ جزء من كمية القات الموجود بالسيارة والذي بلغ عدده (150) كجم بينما لم تتمكن من أخذ الكمية كاملة بسبب اشتعال النار بها.
وتحدث لــ (فيفاء نيوز) أحد أقارب الشاب المتوفى (محمد ماشي الحريصي) قائلاً : لقد تقدم ذوي المتوفي برفع مطالبه رسميه يتهمون فيها أفراد دورية حرس الحدود التي طاردت المتوفي بالتعمد في ما جرى له , ويطالبون الجهات المسؤولة بمحاسبتهم بحسب القوانين والأنظمة المعمول بها في مثل هذه الحوادث , وقال إن لديهم جميع الأدلة التي تثبت صحة دعواهم التي سبق وأن تقدموا بها لمحافظ العارضة ووجهت إلى إمارة منطقة جازان , وأنهم الان بصدد تكليف محامي قانوني لمتابعة القضية بشكل كامل .
وعن تفاصيل الحادثة كشف عم المتوفي (يحيى احمد الحريصي) من خلال حديثه لـــ ” فيفاء نيوز” عن تفاصيل ووقائع للحادث مغايره تماماً لما ورد على لسان الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بجازان والذي سبق الإشارة إليه , مبدياً استغرابه من تلك المطاردة التي قامت بها دورية حرس الحدود, وإطلاق النار بشكل مباشره وبتلك الكميه من الرصاص الذي إنهال على مركبة ولدهم وأدى إلى إزهاق نفسه وإحراق المركبة وبدون أي سبب يدعوهم لذلك سوى أنه لم يتوقف لهم فقط , وأقول أحمد الله أنه لم يكن بحوزته أي شيء من أنواع المهربات أو الممنوعات المعروفة , وأن ما جاء في تصريح قيادة حرس الحدود التي قامت بنشره عدد من الصحف والذي يفيد بان ولدنا كان بحوزته 150 كيلو من القات ,هنا أؤكد للجميع بأن ذلك غير صحيح إطلاقاً وأن ذلك الاتهام كان من أجل تغطية الخطأ الفادح الذي قامت به الدورية التي أطلقت النار على أبننا وقتلته , وأنا حضرت للموقع برفقة والده وأخي الأكبر وعدد من أقاربه , وكان قد سبقنا يذلك أبن أخي الذي قام بإخراج المتوفى من المركبة من باب الراكب عندما كان يحاول الخروج من السيارة وهي تشتعل وكان لا يزال حياً , وبالرغم من تواجد أفراد حرس الحدود الذين قاموا بإطلاق النار عليه بالقرب من المركبة وهي تحترق ولكنهم لم يحاولوا إسعافه واخراجه من السياره , بل ان قريبه من قام بحمله في مركبته الخاصة إلى مستشفى العارضة ولكن كانت كمية الدم التي سبق وأن نزفت منه كانت كفيله بأنهاء حياته قبل وصوله للمستشفى , وهذا يؤكد بقاءه وقت ليس بقليل داخل المركبة نزف فيها دمه دون أن يقوم الذين اطلقوا عليه النار بإسعافه , والاجراء المتخذ منهم أقتصر على الاتصال على المرور والابلاغ عن الواقعه بأنها (حادث مروري ) دون ذكر تفاصيل للمرور , بعد ذلك طلبوا الدفاع المدني لإطفاء المركبة والتي كانت قد اشعلت بالكامل , وعلى ما يبدو ان مقصدهم من ذلك هو اخذ مهله كافية للتفكير عن كيفية إخفاء معالم الحادث وجميع الأدلة المتعلقة به .
وأضاف ان دورية المرور بالفعل كانت قد تواجدت لمعاينة الحادث بحسب البلاغ الذي وردهم ولكن بعد مشاهدة السيارة ومعاينتها ومعرفتهم بتعرضها لإطلاق نار اعتذروا عن إكمال المعاينة وتخطيط الحادث لعدم الاختصاص وانسحبوا من الموقع .
بعدها حضر لموقع الحادث محافظ العارضة , ومدير قطاع حرس الحدود بالعارضة , بحسب طلبنا لذلك نحن ذوي المتوفى , وكشرط من شروط إكمال تسليم الجثة للمستشفى وتسليم أفراد دورية حرس الحدود بنفس أسلحتهم المستخدمة في هذا الحادث وذلك بعد تحفظنا عليهم وعدم السماح لهم بمغادرة الموقع حتى حضور المحافظ , وذلك الاجراء اتخذناه من باب ضمان تسليم موقع الحادث للمسئولين عن المنطقة , لنستطيع بعدها المطالبة ومطاردة المتسببين في الحادث برمته , ولعدم اعطاء الفرصة لأي كائن من كان بالتهرب من المسئولية بطريقه أو بأخرى , وخصوصاً بعد أن علمنا بأن هناك خلاف شخصي سابق بين أبننا المقتول وبين أحد أفراد دورية حرس الحدود المشاركة في الحادثة وقد سبق وأن تم تهديد ولدنا بالقتل من ذلك الشخص , وهناك شهود على ذلك وقد ضمنا هذه الحقائق في الدعوة المقدمة من والده .
وأضاف بعد أن حضر محافظ العارضة لموقع الحادث يرافقه مدير قطاع حرس الحدود بالعارضة , ولجنه بهذا الخصوص من حرس الحدود , وتواجدت الشرطة والأدلة الجنائية بالموقع ، وتم ضبط كل الوقائع والملابسات حول الحادثة , بعدها تم تحويل أفراد دوريه حرس الحدود التي اطلقت النار وطاردة ابننا المتوفي إلى إدارة قطاع العارضة , وقد أُخذت إفاداتهم الأولية هناك ومن ثم تم تحويلهم لقيادة حرس الحدود بجازان لاستكمال إجراءات التحقيق سواء بمرجعهم او لدى الجهات المسؤولة الأخرى .
وعن تقرير مستشفى العارضة وأسباب الوفاة قال ” تقرير الوفاة الصادر من مستشفى العارضة أن الوفاة كانت بسبب (نزيف حاد جراء إصابته بطلق ناري نافذ في الظهر أخترق الضلع الرابع من الصدر ) ”
وعن ما ورد في الاخبار المتداوله ببعض الصحف بخروج السياه عن الطريق وسوقطها من احد المنحدرات لاحد الاوديه قال : أن مركبة المتوفي لم تنقلب ولم تتأثر عند انحرافها عن الطريق الرئيسي لأنها لم تبتعد عنه سوى أمتار قليله بسبب عدم تمكن المتوفي من السيطرة عليها بعد إصابته لتخرج عن مسارها وترتطم بأحد الأشجار بجوار الطريق الذي يحاذي وادي مجرف , كما أنها لم تهوي من مكان خطير كما أوردت بعض الصحف , واما عن احتراق المركبة فقد كان السبب يذلك هو إطلاق النار عليها بشكل مباشر كما أفادت التحقيقات الأولية .
الجدير بالذكر أن ذوي المتوفي رفضوا استلام الجثة من المستشفى حتى يتم البت في دعواهم المرفوعة بهذا الخصوص واجراء تحقيق كامل وواضح لكل أبعاد هذه الحادثة وتحديد المتسبب فيها ومحاسبته .
الصور الخاصه بالحادث والتي وافانا بها اقارب المتوفي :