نجح قسم البحث والتحري بمرور الرياض خلال الأيام القليلة الماضية في إيقاف مسلسل إجرامي، نفذه شبان متعاطون للحشيش، تخصصوا في سرقة السيارات بالقوة وممارسة التفحيط بها، ومن ثم إحراقها، متخذين مخيماً في الثمامة وكراً لهم.
وأسفرت عملية الضبط عن ضبط ٤ سيارات سُرقت من أصحابها، والسيطرة على الجناة، الذين كان أحدهم يطلق النار خلال متابعته من الدوريات، إضافة للسيطرة على شابين آخرين كانا يمارسان التفحيط على سيارة ليموزين، سرقاها من قائدها بالقوة.
وتأتي تلك الجهود المتواصلة التي يبذلها قسم البحث والتحري لمرور الرياض بهدف التصدي للمتهورين وسارقي السيارات؛ إذ واصلت فرق البحث والتحري بمرور الرياض محاربة المستهترين والمتهورين ومهددي سلامة وأمن الناس في الشوارع.
وتشير تفاصيل الضبطيات التي كشفها مسؤول في المرور لـ”سبق” إلى استطاعة فرق البحث والتحري بفضل الله القبض على قائد سيارة أجرة (ليموزين)؛ كان قد نزع المصباح العلوي عندما كان ومرافقه يمارسان التفحيط بمنطقة الثمامة، وبمتابعة السيارة تم التأكد منها، واتضح أنها سُرقت من قائدها الأساسي بالقوة بعد تهديده بسلاح أبيض (سكين)؛ وهذا ما زاد من عزيمة فرق البحث والتحري لمواصلة متابعته حتى حانت الفرصة المناسبة لإيقافه بالقوة؛ فتم ذلك، وترجل الاثنان هرباً على الأقدام، لكن لم يستطيعا الابتعاد كثيراً؛ إذ استطاع رجال البحث القبض عليهما، واتضح أنهما بحالة سكر شديد؛ فتم إيقافهما تمهيداً لاستكمال إجراءات التحقيق.
وبيّن المصدر أنه في موقع آخر شرق الرياض، وتحديداً بحي أشبيليا، لاحظت إحدى فرق البحث والتحري بمرور الرياض في ساعة متأخرة من الليل سيارة من نوع جاك ٢٠١٣، يمارس قائدها واثنان من مرافقيه التفحيط بشكل متهور، وقيام أحد المرافقين بإطلاق النار من سلاح مسدس في الهواء؛ فجرى التنسيق السريع، وتمت متابعته، وعند التأكد من لوحة السيارة تبيّن أنها غير عائدة للسيارة نفسها؛ فاستمرت المتابعة من دوريات البحث والتحري حتى حانت الفرصة المناسبة ليتم إيقافه بالقوة، فترجل الأشخاص منها، وقطعوا الطريق للاتجاه المعاكس، واستقلوا سيارة أخرى من نوع ماليبو، كان قائدها يعزز لهم من بداية المتابعة، فتم الانتقال السريع ومحاولة السيطرة على المربع نفسه الذي توجد به السيارة حتى تم بفضل الله الإقفال بشكل مميز على السيارة، والقبض على أربعة أشخاص، تبيّن أن اثنين منهم قد تناولا مادة الحشيش المخدر، وبحوزة أحدهما سجائر حشيش، وكذلك حبوب مخدرة، كما اتضح أن السيارة الأولى سُرقت من قائدها في اليوم نفسه.
وقال المصدر: “في وقت لاحق لاحظت فرقة البحث والتحري وجود أشخاص يقومون بإحراق سيارة من نوع هايلوكس بعد وقوع حادث عليها داخل مخططات عريض، التي اتضح أنها مسروقة من قائدها بالقوة، ومن ثم استقل الأشخاص سيارة أخرى من نوع كامري بدون لوحات، وارتكبوا الفرار من الموقع؛ فتمت المتابعة عن بُعد حتى توقفت الكامري داخل محطة، ونزل أحد الأشخاص، وصادف ذلك مرور دورية رسمية بالموقع نفسه، ففرّ قائد الكامري ومن معه تاركين رفيقهم الآخر بالمحطة، الذي قبض عليه من قِبل فرقة البحث من غير علم رفاقه بوجود سيارة بحث تسير خلفهم، وجرى التحفظ على الشخص، وابتدأ التحقيق الفوري معه، وتبين وجود مخيم بمنطقة الثمامة يرتادونه أحياناً؛ فجرى الانتقال له، وبمراقبته عن بعد لم يوجد أي حركة، وكان مطفأ الأنوار، وعند الاقتراب منه وجدت بداخله سيارة هايلوكس، تبيّن أنها مسروقة من قائدها بعد صدمه من الخلف، وتم نقلها للموقع.
وتابع المصدر: وبمواصلة التحقيق مع شخص آخر تم الاشتباه بعلاقته بهذه المجموعة، وتم الاستدلال على مواقع عدة، يُحتمل أن يكون الأشخاص مختبئين فيها؛ وتم تمشيطها جميعاً حتى وُجد موقع منها، وأمامه سيارة لأحد المطلوبين، وهو عبارة عن شقق مفروشة، فتمت مراقبة المكان من قِبل أفراد البحث بمرور الرياض وانضمام آخرين من البحث الجنائي حتى تم استدراج أربعة أشخاص بطريقة احترافية، وقُبض عليهم جميعاً، واتضح أنهم قد تناولوا مادة الحشيش المخدر، ووُجد معهم سيارتان أخريان مسروقتان، إحداهما كابرس والأخرى كامري، سُرقتا من قائديهما بالقوة؛ إذ شكل هؤلاء الأشخاص عصابة لسرقة السيارات، إما بتهديد السلاح أو بالصدم من الخلف، وقد تم إيقاف الجميع تمهيداً لاستكمال الإجراءات النظامية بما يكفل تقديم قضيتهم للشرع بالشكل المناسب؛ حتى ينالوا الجزاء الرادع، الذي من شأنه أن يكون رادعاً لهم ولمن تسول له نفسه أن يسلك هذا الطريق.
وقال المسؤول: “مرور الرياض دائماً ما يحذر من ذلك، ويزيد عليه تحذيره المستمر لأولياء الأمور بأن يأخذوا حذرهم من تصرفات أبنائهم، وأن يلاحظوا أي متغيرات عليهم؛ إذ زادت بالآونة الأخيرة انجراف الشباب لهاوية المخدرات، التي تؤدي دائماً إلى الوقوع في قضايا لا تحمد عقباها”.
وأشار المسؤول إلى أن مرور الرياض يستمد قوة تطبيق النظام – بعد توفيق الله – من توجيهات وزارة الداخلية، وكذلك إمارة منطقة الرياض التي لم تألُ جهداً في تحفيزها المستمر لجميع الدوائر الحكومية، ومنها مرور الرياض، لتقديم أفضل الخدمات، وتحقيق سبل الراحة وشعور الناس بالأمن والأمان، وكل ذلك يتحقق بإذن الله.