كما تعلمون بأن اللائحة المنظمة لأعمال ومهام أعضاء المجالس تنص على أنه يحق للأعضاء بعد سنتين – إذا رغبوا – اختيار رئيس جديد وكذا بالنسبة لنائبه أيضا . وإذا رغبوا في بقاء و استمرار من سبق اختيارهم فلا مانع …فهم في هذا الصدد مخيرون …
وأود أن تعلموا يامحب والآخرين من خلالكم أيضا بأن أخاكم قد تقدم لزملائه في جلسة الشهر الماضي بخطاب رسمي// أعلنت لهم فيه عن رغبتي الجادة في التخلي عن رئاسة المجلس وطلبت منهم الاستعداد لاختيار زميل آخر في جلستنا المقبلة ..ورغم إلحافهم علي بالبقاء فإني أصررت – ولا أزال – على ترك هذا المنصب لأسباب عدة أهمها :
# كثرة مشاغلي وارتباطاتي .
# إتاحة الفرصة لزميل آخر لتولي هذه المهمة ..وكلهم أهل وجدير بذلك .
# تدوير المهام والتجديد والخروج عن الرتابة …عوامل مهمة وبناءة لنجاح وتحسبن مستوى أي عمل .
وأما الرؤى والملاحظات وما يمكنني قوله عن مجالسنا البلدية بعد تجربتي هذه فأقول وبالله تعالى التوفيق :
المجلس البلدي أشبه بمولود خديج لم يكتمل نموه بعد ..
فتجد أن هناك بونا شاع بين المأمول منه ومحدودية صلاحياته وإمكانياته في الوقت الراهن مما دفع وزارة البلديات الى عمل دراسة مستفيضه لتوسعة مسؤلياته وصلاحياته ونستبشر خيرا بقرب تطبيقها ..
إضافة الى أنه حتى الآن لايزال يعتبر تجربة جديدة في المملكة والتي لم يتشبع أفرادها بثقافة الإنتخاب والتمثيل فتجد منهم من تغلب عليه ثقافة القبيلة والإنتماء ومنهم من تغلب عليه رغبة الظهور والمخالفة . وكأنه ماأتى إلا من أجلها سيان عنده ان دعت الأسباب لذلك أم لم تستدعه..
ومن فهم دوره وعرف امكانياته التي يتحرك من خلالها غلبته محدودية ثقافته في مجال الخدمات البلدية فتجده موافقا في الغالب لما يطرحه المجلس ليس عن قناعة وإنما لعدم وجود بدائل لديه يقنع الآخرين بها ولم يكلف على نفسه بتوسعة مداركه فيقرأ ليعرف الكثير والجديد ليسهم مساهمة فاعلة ناجحة وتكون له بصمة حقيقة كانت هي هدف الدولة من وجود مجالسنا البلدية
وبين فقد الثقافة وحب الظهور ونبرة الخلاف وحداثة تجربتنا وصغر عمرها ومحدودية صلاحية أعضائها وبين غياب شبه تام لدور أمانات مجالسنا وسكرتارياتها لعدم قدرة المكلفين بهذه الأدوار للقيام بها .. تراوح مجالسنا مكانها .. ومن نجح منها كان هذا استثناء خلقته الثقافة والوعي والتفاهم . وأوجده الوفاق والانسجام .
وبناء على ماتقدم . أود أن أقول وبشكل أصرح وأوضح :
إن من دعائم وأسباب النجاح التي لمستها بنفسي ، ورأيت – ولا أزال – أنها الأجدى والاهدى لكي يحقق أعضاء أي مجلس بلدي ولو اليسير من آمال وطموحات المواطن هي توفر الآتي : الإخلاص – الصراحة والشفافية – إتاحة الفرصة لإبداء الرأي … إذا شاعت هذه الروح وتعمقت بين الأعضاء أنفسهم من ناحية ، وبين قيادة البلدية ( رئيسها العضو ) من ناحية أخرى …فإنها سبيل إلى الوفاق ، وتوحيد الجهود والطاقات ، والبعد عن التصادم والخلافات …وصولا بعد ذلك إلى تحقيق الأهم من خدمات واحتياجات المواطنين . وهذا ما أزعم أننا اتبعناه وسرنا على منواله في العامين المنصرمين ، فحققنا ولو البعض مما نرى ونسمع أن المواطن الفيفي يرجوه ويتطلع إلى تحققه .