أوصى المشاركون في مؤتمر “الوحدة الوطنية: ثوابت وقيم” على التركيز على مؤسسات التربية والتعليم بمرتكزاتها الأساسية وأبرزها المناهج بتضمينها ما يحقق ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، مؤكدين أهمية تعزيز المواطنة والانتماء والولاء من خلال مفردات لا تقتصر على التنظير، وإنما تتجاوزه إلى الواقع عبر الخطة المنهجية والنشاط اللاصفي، بما يشمل كافة المهارات التي يكونها الطالب عبر قنوات التأثير في البيئة التعليمية.
وشددت توصيات المؤتمر الذي نُظم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) بين 10 و 12 ذو القعدة الجاري، الموافق 16 و 18 من سبتمبر 2013، على ارتباط الوحدة الوطنية للمملكة بالشريعة الإسلامية، والسير على منهج السلف الصالح في وحدة الكلمة وتوحيد الصف، مطالبة بإبراز مكانة المملكة العربية السعودية والعمق الديني للوطن وخصوصية هذه البلاد وما أكرمها الله به من وجود الحرمين الشريفين، والقيادة الراشدة التي تُحكِّم شرع الله وتتحاكم إلى شريعته في مجالات الحياة وما يترتب على ذلك من مسؤوليات من قبل أبناء هذا الوطن.
وأكد المشاركون على ضبط الخطاب الديني وتفعيل دور الأئمة والخطباء والدعاة في طرح كل ما يخدم قضايا الوحدة الوطنية ويحذر من الفرقة والنزاع ومتابعة ذلك من قبل الجهات المسؤولة، موصين بأن ينبثق عن المؤتمر فعاليات سنوية، ليعد بمثابة ترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية، ودعوة المؤسسات العلمية والمراكز البحثية لإجراء الدراسات الشرعية والميدانية لتحليل الأوضاع الحالية والمستقبلية فيما يخص قضايا الوحدة الوطنية، ونشرها على نطاق واسع، إضافة إلى إنشاء مركز وطني يقوم بتنسيق أعمال كل الجهات المعنية بالوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إذ ان الوحدة الوطنية ركيزة من ركائز هذا الوطن وأساس من أسس تطوره وتقدمه وقوته ودليل على تلاحم هذا الشعب مع قيادته الرشيدة.
وأكد المؤتمرون في توصياتهم على مسؤولية مؤسسات المجتمع والنخب المؤثرة في إبراز ما تحقق من منجزات ومكتسبات أوصلت هذا الوطن إلى العالمية والريادة، وسعي ولاة الأمر لتحقيق مقومات الوحدة من العدالة وتكافؤ الفرص ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وصوره.
ودعا المؤتمرون إلى استثمار اليوم الوطني بتنظيم مناسبات علمية يسهم فيها العلماء والباحثون والمختصون بالأبحاث والكتابات العلمية والصحافية التي تهتم بوحدة الوطن، إضافة إلى ضرورة وضع استراتيجيات بعيدة المدى لتفعيل دور الأسرة في تقوية حب الوطن وولاة الأمر واحترام الأنظمة في الأجيال الناشئة وتحصينها من المؤثرات التي تخل بالوحدة الوطنية، مع استثمار أصحاب المواهب الإبداعية في تقديم الأعمال على اختلاف أصنافها لتعزيز قيم الوحدة الوطنية لدى أفراد المجتمع بكل شرائحهم.
وشددت التوصيات على ضرورة ترسيخ مبدأ الحوار بين أبناء المجتمع في القضايا التي يختلفون فيها، والتعامل مع الأطراف الأخرى بكل احترام وتقدير حرصا على استقرار الوحدة الوطنية، مع تكريم المواطنين المتميزين في جهود تسهم في الوحدة الوطنية لتشجيعهم على المزيد وفتح الفرص للآخرين ليحذو حذوهم، منوهين بأهمية تطوير آليات وأساليب الإعلام الأمني ليساعد على مواجهة التحديات الأمنية ذات الصلة بالوحدة الوطنية، مع تفعيل دور المعلم في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية من خلال سياسة التعليم في المملكة، ووضع إستراتيجية إعلامية وطنية لتعزيز قيم حب الوطن من خلال وسائل الإعلام والإعلام الجديد، وضبطها بما يخدم الوحدة الوطنية.
وأشاد المؤتمر بالتجربة الرائدة للمملكة في المعالجة الشاملة لما يخل بوحدة الوطن فكرياً وأمنياً، وتأييد هذه الخطوات وإبرازها.
وأوصى المؤتمرون بإفراد الأبحاث التي تطرقت للشبهات حول الوحدة الوطنية وتفنيدها بأساليب علمية ونشرها بالوسائل المناسبة وخصوصاً الإعلام الجديد، داعين إلى العناية بشريحة الشباب والتأكيد على الجهات المسؤولة عنهم بوضع الخطط والبرامج والفعاليات لاحتوائهم وتقديم ما يعزز فيهم روح المواطنة الحقة، والتأكيد على وسائل الإعلام بالبعد عن كل ما يثير المجتمع أو يتسبب في استفزازه وإثارته لكي يسهم الإعلام في بناء الصف وتوحيد الكلمة.
حضور كبير لدى إعلان التوصيات