قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الصفقة التي توصلت إليها القوى الكبرى، مع إيران “جيدة”، لكنها “ليست مبنية على الثقة وإنما على عمليات تحقق غير مسبوقة”.
وفي خطابٍ متلفزٍ، قال الرئيس الأمريكي: “توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها، إلى تفاهمٍ تاريخي مع ايران سيمنعها من حيازة السلاح النووي في حال تم تطبيقه كاملاً”.
وأشاد أوباما بالجهود التي بذلتها إيران من أجل التوصل لاتفاقٍ في لوزان السويسرية، قائلا إنها “وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الإيراني”، على حد قوله.
وأضاف: “إيران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأكثر عمقاً في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية”، لافتاً إلى أن إيران في نهاية المطاف “لن يكون بإمكانها حيازة قنبلة تستخدم البلوتونيوم”.
الرئيس الأمريكي قال أيضاً: “إذا رفض الكونجرس (البرلمان) هذا الاتفاق، فإن وحدتنا الوطنية ستنهار وسيتخلخل موقع أمريكا في الوسط الدبلوماسي العالمي”.
ووجّه حديثه للشعب الإيراني قائلاً: “هذه الصفقة لن تنهي عدم الثقة الشديدة بين بلدينا”.
وأكّد الرئيس الأمريكي في خطابٍ له ألقاه أمام وسائل الإعلام، أنه مقتنعٌ في أن “إطار العمل هذا، إذا ما قادنا إلى اتفاقية شاملة سيجعل بلدنا وحلفاءنا والعالم أكثر أمناً”.
وشدّد على أن إيران “ستواجه قيوداً صارمة على برنامجها”، مشيراً إلى أنها “وافقت على نظام لأقوى عمليات التفتيش المتفاوض عليها والمفاجئة والأكثرها شفافية في التأريخ، لذا فإن هذه الصفقة لا تعتمد على الثقة ولكن على تحقيقات غير مسبوقة”.
ولخص الرئيس الأمريكي بنود الصفقة التي تم التوصل إليها، قائلاً “إيران لن تكون قادرة على تصنيع قنبلة باستخدام البلوتونيوم” ولا على “تخصيب اليورانيوم”.
وبيّن أن إيران وافقت على “تفكيك واستبدال نواة مفاعل آراك، وشحن الوقود المستهلك من ذلك المبنى إلى خارج إيران”، وأنها “لن تبني أبداً مفاعل للمياه الثقيلة”، ولن تقوم “بإعادة استخدام الوقود من مفاعلاتها الموجودة على الإطلاق”، وكذلك “خفض أجهزة الطرد المركزي المثبتة إلى النصف، وأنها لن تخصب اليورانيوم في مفاعل فوردو، وأن إيران لن تخصب اليورانيوم باستخدام أجهزة طردها المركزي المتطورة للسنوات العشر القادمة على الأقل، وسيتم تحييد معظم مخزون إيران من اليورانيوم المخصب”.
واستطر أوباما قائلاً “إيران لن تتمكّن من تخزين المواد التي تحتاج إليها لبناء سلاح (نووي)، حتى لو خرقت هذه الصفقة، خلال العقد القادم على الأقل، وستكون على مبعدة عام واحد على الأقل من الحصول على مواد كافية لصُنع قنبلة (نووية)، مع قيود صارمة على مخزون إيران ستستمر على مدى 15 سنة”.
وأوضح أن الصفقة ستحرم إيران “السعي للحصول على سلاح نووي بشكل سري، وسيحظى المفتشون الدوليون بقدرة على الوصول غير مسبوقة؛ ليس إلى المنشآت النووية الإيرانية فحسب؛ بل إلى كامل سلسلة التوريد بأكملها التي تدعم برنامج إيران النووي”.
وشدّد على أنه “إذا ما حاولت إيران التلاعب، فإن العالم سيعلم بذلك، إذا ما شاهدنا أمراً مثيراً للشك فسوف نحقق فيه”، مؤكداً أن إيران ستواجه “تفتيشاً أكثر من أي دولة في العالم، لذا فإن هذه الصفقة طويلة الأمد ستتعامل مع كل طريق محتمل إلى قنبلة نووية إيرانية”.
وعطف أوباما إلى “أن المجتمع الدولي قد وافق على تقديم تخفيف لعقوبات معينة” لإيران، موضحاً أن التخفيف سيتم “على مراحل بينما تقوم إيران باتخاذ خطوات تتماشى مع الصفقة”، وتابع قائلاً “إذا ما خرقت إيران الاتفاقية فإن العقوبات يمكن أن تعود إلى مكانها”.
وأشار إلى أن “العقوبات الأمريكية على إيران لدعمها الإرهاب وخروقات حقوق الانسان وبرنامج صواريخها الباليستية ستستمر”.. ومعقباً القول إن “العمل لم ينجز بعد والاتفاقية لم توقع إلى الآن”.
ودعا أوباما دول مجلس التعاون الخليجي الست للاجتماع به “في كامب ديفيد في الربيع المقبل؛ لمناقشة كيف يمكننا تقوية تعاوننا الأمني بشكل أكبر، ونحن نحل الصراعات المتعدّدة التي سبّبت الكثير من المشقة وزعزعت الاستقرار في الشرق الأوسط”.