.. أكد فريق التحقيق الأممي استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق ضد مدنيين، بينهم أطفال. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي أن استخدام الكيميائي في سورية يمثل جريمة حرب.
وامتنع المفتشون الدوليون عن تحميل أي من الأطراف مسؤولية الهجوم، مشيرين إلى استهداف مناطق عين ترما والمعضمية وزملكا في ريف دمشق، كما يبدو، بصواريخ “أرض-أرض” تحتوي على غاز السارين.
وجاء في تقرير المحققين الذين نشر بعد الاجتماع المغلق لمجلس الأمن المكرس لنتائج التحقيق في استخدام الكيميائي، أن الاستنتاج من دراسة العينات التي جمعها المفتشون، هو أن سلاحا كيميائيا استخدم فعلا “على نطاق واسع نسبيا” في الصراع الدائر بسورية ضد مدنيين، بما فيهم أطفال.
وصدر التقرير في ختام تحقيق أجراه فريق من الخبراء الكيميائيين الأمميين برئاسة آكي سيلستروم منذ 26 أغسطس/آب الماضي. والتقى الخبراء في سورية أكثر من 50 من الناجين والأطباء والشهود وأخذوا عينات طبية من المصابين، أظهرت في 95% من الحالات، أن غاز السارين استخدم في الهجوم. كما عثر الخبراء على آثار السارين في عينات من التربة وعلى حطام الصواريخ، الذي يقول الشهود أنها كانت تحتوي على غاز سام.
بان كي مون:التقرير الأممي توصل إلى استخدام أسلحة كيميائية بشكل واسع في الغوطة الشرقية
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين 16 سبتمبر/أيلول، أن استخدام السلاح الكيميائي في سورية يمثل جريمة حرب.
وقال:” يعتبر ذلك جريمة عسكرية وانتهاكا سافرا لبروتوكول جنيف عام 1925 الخاص بحظر السلاح الكيميائي في الحرب”. وأضاف قائلا أن الأسرة الدولية يجب أن تحاسب المخالفين وتقتنع بأن السلاح الكيميائي لن يستخدم أبدا في العمليات الحربية.
ودعا بان كي مون مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ينص على فرض عقوبات على النظام السوري في حال عدم تنفيذه خطة إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية. وقال: “ستكون الوحدة في صفوف الأعضاء بمجلس الأمن الدولي عاملا محوريا. وإنني أدعو مجلس الأمن الدولي إلى النظر في مسألة تنفيذ الخطة الروسية الأمريكية عن طريق تبني قرار دولي واضح”.
وأضاف قائلا إن هذا القرار يجب أن يقضي بإجراء اختبارات منتظمة لمدى تنفيذ القرارات الدولية. وفي حال عدم التنفيذ يجب على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
كما دعا بان كي مون خلال اجتماع الأسرة الدولية إلى تحميل المذنبين في استخدام الكيميائي المسؤولية. وقال “آمل أن ألتقي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 28 من الشهر الجاري لتحديد موعد مؤتمر جنيف- 2”. وبحسب قوله فإنه يعول على أن يدعم مجلس الأمن الدولي الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي والعربي الأخضر الابراهيمي من اجل تهيئة أرضية لعقد المؤتمر.
وأكد بان كي مون أن المحققين الأمميين “أثبتوا بشكل موضوعي وواضح، استخدام السلاح الكيميائي في سورية”، مشيرا إلى أن “نتائج التحقيق كافية ولا تحتمل الشك”. واضاف أن المحققين لم يستطيعوا تحديد عدد ضحايا استخدام الكيميائي بشكل دقيق.
ودعا بان كي مون سورية إلى التنفيذ الدقيق للالتزامات التي تولتها بعد انضمامها يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري إلى اتفاقية حظر السلاح الكيميائي. مضيفا أن هذا السلاح يجب ألا يستخدم كوسيلة لخوض الحرب.
كما اشار في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع مجلس الأمن إلى أن مهمة المحققين لم تكن تحديد المسؤول عن استخدام الكيميائي، مؤكدا أن التقرير توصل إلى استخدام أسلحة كيميائية بشكل واسع في الغوطة الشرقية.
وقال بان كي مون إن التقرير يثير الفزع والبعثة الأممية أعطت صورة دقيقة وحايدة.
وذكر بان كي مون أنه طلبت من البعثة العودة سريعا لسورية للتحقيق في حوادث بعدد من المناطق بينها خان العسل.