الطالب محمد سعيد: من أول يوم في الامتحانات وأنا أنتظر الإجازة لأمارس الرياضة
رمضان: لماذا لا تفتح المدارس أبوابها في الإجازات لممارسة الأنشطة؟
الدخيل: الإجازة من حق الطالب وعلينا البدء في تحديث المناهج بما يتلاءم مع متطلبات العصر
الطويرقي: التعامل مع الطلبة مهارة يغفلها كثير من المعلمين
أصبحت الإجازة المتنفس الوحيد من عبء الدراسة، وصار لسان حال كل الطلاب والطالبات “متى ستبدأ الإجازة ونرتاح من المدرسة”، وذلك بصرف النظر عما يؤديه في تلك الاختبارات، وهل استعد بشكل جيد لها أم لا؟
فهناك من يرى أن بيئة مدارسنا طاردة وتفتقد الكثير من المحفزات التربوية التي تستطيع أن تجذب الطالب، فيما يرى آخرون أن المناهج التي يدرسها الطلبة منفصلة تماماً عن الواقع الذي نعيشه، ما يجعل الطالب يهرب منها، وتظل في النهاية هناك حلقة مفقودة داخل المدرسة تجعل الطالب يهرب منها ويبحث عن الإجازة كمتنفس يستنشق فيه حياة مختلفة.
تساءل ؟؟؟؟؟ كيف نجذب الطالب إلى مدرسته ونوطد ارتباطه بها، وهي قضية مهمة تشغل الكثير هذا ما ستجيب عنه سطور التقرير التالي:
في البداية تحدث الطالب محمد سعيد قائلاً: منذ أول يوم في الامتحانات وأنا انتظر إجازة نصف العام، لأرتاح من عبء الدراسة وأمارس أنشطة رياضية مختلفة، وبسؤاله عن أسباب عدم ممارسة الأنشطة داخل المدرسة، أجاب: فناء المدرس ضيق جدا ولا يكفي لإقامة مباراة كرة قدم .
أما عبدالرحمن العتيبي فقال: للأسف المعلم لا يهتم سوى بالطلبة المتميزين الذين يأتون بالدرجات المرتفعة، وقصّ مشاجرة كبيرة وقعت بين طالبين داخل الفصل الدراسي بسبب زيادة أحدهما عن الآخر في درجات الشهر، وخرج الاثنان وتشاجرا خارج المدرسة، ما أدى إلى دخول أحدهما المستشفى، ملقياً اللوم على المعلم وطريقته في التعامل.
ساحة قتال
من جانبه يرى المستشار التربوي نزار رمضان أن انفصال الطالب عن واقعه عقلاً وروحاً وفكراً بدأ يتزايد بشكل لافت، حيث نجد الطالب يهرب إلى اﻹجازة ليكون مبدعاً بغير موضعه فيمارس كل ما هو جديد، وتساءل: لماذا ﻻ تكون المدرسة هي الجاذبة؟!
وأكد رمضان في حديثه أننا نحتاج بقوة لخماسية البيئة اﻹيجابية الحب واﻻحترام والتقدير واﻷمن والتفهم لبناء شخصية محبة للعلم مجتهدة مبدعة، مضيفاً أنه عند غياب عنصر تتحول المدرسة لكهف أشباح بل لساحة قتال، فنجد داخل المدرسة استهتار بالعلم، إدمان المخدرات وأيضا العنف.
وأشار إلى أن بيئة مدارسنا طاردة للطلبة، معرباً عن أسفه من افتقاد المدارس للمعايير الدولية بل المحلية ما جعل الطالب يهرب منها دائماً ويبحث عن المتنفس في أي إجازة بعيداً عن المدرسة، مطالباً بعدم الفصل بين المدرسة وبين الطالب بأي فترة صغرت أو كبرت، وتساءل: لماذا ﻻ يكون هناك ما يسمى المشرف أو اﻷب التربوي يتابع ويوجه ويخطط؟
وطالب المستشار التربوي بضرورة خضوع المدارس لشروط البيئة التربوية اﻹيجابية حتى نرى بأعيننا ارتباط طلابنا بمدارسهم ومعلميهم، مناشداً بضم مادة تهتم بالمهارات الحياتية منذ الصف الأول، لتعليم الأطفال التخطيط وإدارة الوقت، مستنكرًا غلق المدارس أثناء الإجازات، قائلاً: المدرسة تعنى بالتربية والتعليم ولا ينبغي أن يكون هناك أي إجازة من التربية.
وتساءل في نهاية حديثه: لـ”لماذا لا تفتح المدارس أبوابها للطلبة من مداخل المحبوبات “ألعاب – تفكير – رياضة – قراءة وكشافة” . حتى يزداد ارتباط الطالب بمدرسته ولا ينفصل عنها.
طرق تدريس حديثة
من جهتها رأت الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ميسون الدخيل، أن الإجازة من حق الطالب أن يرتاح فيها سواء ذاكر أو لم يذاكر، بيد أنه ينبغي على الأسرة تنظيم الإجازة للطالب من خلال جدول للأنشطة المختلفة لقضاء أوقات الفراغ في أمور مفيدة .
واتفقت مع رمضان في ضرورة فتح أبواب المدارس للطلبة في الإجازات للأنشطة الابداعية، قائلة: علينا إقامة أنشطة لفترة ما بعد الظهر حتى نشجع الطالب عليها، بحيث تتضمن أنشطة تجذب الطفل وتربطه بالمدرسة، مؤكدة أن الأسرة سوف تساهم في تدعيم تلك النشاط إذا أقيم بحيث تتقاسم المسئولية مع المدرسة لضمان وجود الطلبة في مكان آمن وخلق روح الإبداع لديهم.
وألقت الأكاديمية الدخيل اللوم على المدرسة لفشلها في اجتذاب الطلاب والطالبات، وتتعامل مع جميع الطلبة وكأنهم خرجوا من بيئة واحدة ومكان واحد دون الاعتراف بالفروق الفردية بين طالب وآخر، وتابعت: نحن نعلم الطلبة لاجتياز الاختبارات فقط وأخذ العلامات المرتفعة، ما نتج عنه وجود طالب يتشاجر مع معلمه وآخر مع زميله من أجل العلامات.
وأشارت إلى أنه من الصعب تغيير نظرة الطالب إلى المدرسة، التي ما زالت تعتمد على التلقين بغض النظر عن كيفية خروجهم وتعاملهم مع المجتمع، ما أدى إلى انفصال التعليم عن الحياة، مطالبة باستخدام طرق تدريس حديثة وتدريب المعلمين وتحديث المناهج بما يتناسب مع لغة العصر.
ونصحت الدخيل في نهاية حديثها بتدريب الطفل على التعامل مع الوقت وتقسيمه حتى في الإجازات، حتى يتعلم تنظيم الوقت، وقالت: التنظيم ليس في أوقات الدراسة فقط بل يجب أن يكون منهج حياة لدى الطفل منذ صغره.
بيئة أفضل
أما مدير التوجيه والإرشاد بتعليم جدة سابقاً سالم الطويرقي، فقال : الطالب يبحث عن مخرج وعن بيئة أفضل من المدرسة، ولذا نجد دائمًا زيادة في نسبة الغيابات قبل وبعد الاختبارات، حيث تعد من الأسابيع الميتة، وقال: في بعض الأحيان ينقل أولياء الأمور الاتجاهات السلبية لأبنائهم، فيكون الناتج عدم ارتباط الطالب بمدرسته.
ورأى الطويرقي أن التعامل مع الطلاب فن يغفله الكثيرون، وبسؤاله عن دور المرشد الطلابي في المدارس، أجاب قائلاً: للأسف نحن نحمل المرشد الطلابي أكثر من طاقته، فلا يمكن أن يتعامل مع العدد الكبير من الطلبة، ويجب أن يقتصر دوره على وضع الخطط والبرامج التوجيهية.
ولفت إلى كثير من المشكلات التي تنبع بين الطلبة من داخل الفصل، وتشكل ضغطاً على المرشد الطلابي، الذي يفترض أن يناقش القضايا التي تتعلق بالأمور النفسية، وقال: المرشد لابد أن يجيد التوجيه والإرشاد، كما أن الإرشاد النفسي التربوي يحتاج إلى مهارات خاصة لا يتقنها الكثير من المرشدين.
وتساءل مدير التوجيه والإرشاد بتعليم جدة: كيف يرتبط الطالب بالمدرسة وهو يرى إحداها تشبه العلب المغلقة ويحوطها هناجر، وأخرى لا تفرق شيئاً عن المبني السكني ويجد فصله غرفة 3×3 ، أين الملاعب والأماكن الفنية، وقال: كلها نماذج مزعجة للطالب يحاول الهروب منها إلى عالم أفضل من وجهة نظرة.
وختم بقوله: علينا أن نكون أكثر وعياً في تحمل كل الظروف الموجودة وتخطيها بأقل الخسائر، فلا ندري متى سوف تحل مشكلة المدارس!!!