كيري: خيار الهجوم لايزال مطروحاً أمامنا ونحذر الأسد من المماطلة
روسيا والصين تشيدان بطلب سورية حظر الأسلحة الكيماوية وأميركا ترد: هذه ليست لعبة!
بوتين لازال يواصل دعمه للنظام السوري (أ.ب)
جنيف – رويترز
التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة بمبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي في جنيف في إطار جهود التوصل لاتفاق يحول دون توجيه ضربة عسكرية أميركية لسورية.
والتقى الابراهيمي وهو مبعوث جامعة الدول العربية ايضا الى سورية بكيري ولافروف معاً.
ويحاول الابراهيمي التوسط في سبيل ايجاد حل سياسي للحرب الأهلية السورية. وتسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى وضع استراتيجية لخطة موسكو الرامية إلى نزع الأسلحة الكيماوية السورية.
وقدمت دمشق طلبا رسميا للانضمام إلى معاهدة عالمية لحظر الأسلحة الكيماوية في خطوة رحب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة. ووصف بوتين الأمر بأنه “خطوة مهمة باتجاه حل الأزمة السورية وهو يؤكد صدق نية شركائنا السوريين في اتخاذ هذا المسار” كما أشادت الصين أيضا بقرار الأسد.
لكن كيري أكد أن خيار الهجوم لا يزال مطروحا أمام واشنطن إذا لم تشعر بالرضا وقال “هذه ليست لعبة”.
وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت وثيقة من سورية بشأن الانضمام إلى المعاهدة العالمية لحظر الأسلحة الكيماوية في خطوة وعد الأسد باتخاذها في إطار اتفاق لتجنب توجيه ضربة عسكرية أميركية لسورية.
بذلك تخرج سورية من الدول السبع التي لم توقع على الاتفاقية الدولية الصادرة عام 1997 والتي تحظر تخزين الأسلحة الكيماوية. ولم توقع مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية على المعاهدة.
وسارعت الولايات المتحدة الى تحذير سورية من اتباع أساليب المماطلة لتجنب الضربات العسكرية. وقال الأسد للتلفزيون الرسمي الروسي في مقابلة بثت الخميس إنه لن يضع اللمسات الأخيرة على خطط التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية إلا عندما تتوقف الولايات المتحدة عن التهديد بمهاجمته.
وعبر كيري عن تشككه بشأن المحادثات في جنيف إلا أنه قال “نعتقد أن هناك سبيلا لفعل هذا (الاتفاق)” وإن الولايات المتحدة “ممتنة” للأفكار التي قدمتها روسيا.
كيري والإبراهيمي انتقدا المواقف الروسية خلال لقائهما في جنيف (أ.ب)
غير أن لافروف وكيري اختلفا بشدة بشأن التهديدات العسكرية الأميركية.
وقال لافروف خلال لقائه بكيري “ننطلق من حقيقة أن حل هذه المشكلة سيجعل أي ضربة ضد الجمهورية العربية السورية غير ضرورية”.
وقال كيري “أوضح الرئيس أوباما أنه إذا فشلت الدبلوماسية فإن استخدام القوة قد يكون ضروريا لردع وخفض قدرة الأسد على توصيل هذه الأسلحة”.
وأضاف “إن التهديد المجدي باستخدام القوة وتدخل الرئيس بوتين وروسيا استنادا إلى ذلك جعلا نظام الأسد يقر للمرة الأولى بأنه يمتلك أسلحة كيماوية وترسانة وبأنه مستعد الان للتخلي عنها”.
وذكر كيري أن أي اتفاق بهذا الصدد يجب أن يكون شاملا ومجديا وقابلا للتحقق وينفذ “في الوقت المناسب” وقال “ويجب أن تكون هناك عواقب إذا لم يحدث”.
وأشارت نسخة من الخطة الروسية سربت إلى صحيفة كومرسانت إلى وجود أربع مراحل هي انضمام سورية إلى الدول التي تحظر الأسلحة الكيماوية والاعلان عن مواقع الإنتاج والتخزين ودعوة المفتشين ثم اتخاذ قرار مع المفتشين بشأن كيفية تدمير المخزونات والجهة التي ستنفذ هذا.
من جهته اعتبر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية أمس الجمعة، قرار سورية الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية “تضليلاً” للمجتمع الدولي، داعياً إلى إصدار قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع ملزم لسورية ويضمن استخدام القوة في حال عدم تعاون النظام.
وقال الائتلاف في بيان إنه ينظر “بعين الشك والريبة إلى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية”، مضيفاً أن “المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري”.
واعتبر أنه من غير الممكن الثقة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، “لذلك فإن من الضروري أن يظل التهديد باستخدام القوة حاضراً على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الأمن المرتقب إلى شهادة حسن سيرة وسلوك وبراءة للنظام، فإنه يجب أن يعزز من خلال إصداره تحت البند السابع من الميثاق”.
وقال إنه لا ينبغي “أن يترك النظام ليستغل من جديد دهاليز العمل الدبلوماسي مستمراً إلى ما لا نهاية في تضليل المجتمع الدولي، ومتابعاً على الأرض سياسة القتل التي ينتهجها ضد المدنيين”.
وشدد على أنه “لا يمكن إنجاز أي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على أن العمل العسكري الدولي سيكون حاضراً في حال عدم تعاون النظام”.
وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال أمس إنه وجّه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أبلغه فيها بانضمام سورية إلى معاهدة حظر استخدام وتخزين الأسلحة الكيميائية.
كما أرسل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خطاباً إلى مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يخطره فيه بقرار الحكومة الانضمام الى “المعاهدة”.
الجعفري خلال مؤتمرٍ عقده في نيويورك أمس (أ.ف.ب)