أثار خطاب الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموجّه -قبل أيام- لوزارة الداخلية للقبض على عدد من الملحدين الذين يسبون الله جل وعلا، أو نبيه الكريم في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، و”تويتر” تحديداً، آثار الكثير من المخاوف، والقلق من تزايد التوجهات الفكرية المنحرفة كالإلحاد بين الشباب السعودي، بما لا يتوافق مع الشرع والأنظمة والتعليمات. والمتورط فيها عدد من المواقع، والحسابات التي تديرها جهات خارجية تستهدف، وتستغل ردة الفعل الغاضبة، وضعف الوازع الديني لبعض الشباب والشابات لتبث أفكارها ومعتقداتها المخالفة للفطرة الإنسانية.
فعلى موقع “الفيسبوك” يظهر أحد أبرز الحسابات “جمعية الملحدين السعوديين”، التي تمارس تجاوزاتها الفكرية بعباراتها الصادمة للمجتمع، والتي تدعو لتوجهات عقائدية منحرفة؛ ففي إحدى تساؤلاتها توصي بعدم الكشف عن هوية الشخص الفكرية، ولا عن توجهه الإلحادي على الإنترنت؛ فهناك -كما تقول- “قطيع كامل من الجَهَلَة الذين لا يعرفون طريقة معينة للتفكير في المستقبل”. وتؤكد أنها قناة للحوار الفكري بين الملحدين العرب؛ لتقريب وجهات النظر بين الإلحاد والأديان، وغير ذلك من التجاوزات، والشطحات العقائدية التي لا تقرها العقول السليمة. كما أنها قدمت مكافأة قدرها مليون دولار لكل من يثبت وجود الله.
أما حساب “الملحدون السعوديون” على الفيسبوك”؛ فيُبرز جانباً من هويتهم الفكرية المضللة؛ بتعزيزه الشعار باللونين الأخضر والأبيض، ثم يطرحون العديد من التساؤلات بشكل يومي لزعزعة المعتقدات الدينية السليمة، وغرس فكرة الإلحاد في العقول الشابة؛ فسؤالهم الأسبوعي يناقش مثلاً “هل الله شرير أم لا يهتم بنا؟”، و”ماذا يوجد في الجنة للنساء؟”، و”ولو كان الدين حقاً لما كان الدفاع عنه بكل هذا العنف”. كما تناقش العديد من الثوابت الدينية بشكل ساخر، وتظهر المشايخ بشكل كوميدي.
وعلى الموقع الأشهر “تويتر”، تظهر العديد من الحسابات؛ من ضمنها “ملحد سعودي” يتساءل في إحدى تغريداته “ما سبب الإلحاد: هل هو رؤيتك أن الدين يناقض الإنسانية؟”.
وقوله: “مذيع الجزيرة قال لي: إن فيلم “براءة المسلمين” يُعَد إساءة لمليار مسلم، فقلت له: وهل القول بأن المسيح ليس ابن الله لا يسيء لمليار مسيحي؟”، وغير ذلك من التجاوزات اللا أخلاقية، وحرصه على تضخيم السلبيات التي تحدث في المجتمع من أجل إثبات وجهة نظره.
إن مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمثل هذه الحسابات، والمعرفات التي تمارس الانحرافات الفكرية، وتبث سموم التشكيك في الدين، وتدعو الشباب إلى تجاوزات عقائدية وإلحادية.. دون مراقبة، أو حجب من جهات الاختصاص في السعودية.. والسؤال لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ممثلة في الإدارة العامة لخدمة الإنترنت: إن كانت مواقع التعري والإباحية، ومنتديات التجاوزات السياسية، والاجتماعية، ومدونات العنصرية في المجتمع يؤخذ قرار وتُحجب، وتُغلق عن الظهور لمتصفح الإنترنت في السعودية؛ فلماذا لا تُحجب مواقع التشكيك الفكرية، والمخالفات العقائدية، والانحرافات التي يتبين من خلال مستواها الفكري، وما يُطرح فيها من مناقشات، أنها ليست مجرد نزوة أو ردة فعل شباب محبط من بعض التشدد الديني؛ بل تديرها مؤسسات إلحادية من خارج الحدود، تسعى لاستغلال حماسة الشباب، ورفضه بعض العادات والتقاليد لتُخرجه من الملة وتتحكم به فكرياً وعقائدياً، وتجعله يقف ضد وطنه، ودينه، ومجتمعه.. أليست من قضايا الجرائم المعلوماتية؟
الجدير بالذكر أن مؤسسة “غالوب” نشرت عام 2013م تقريراً مشكوكاً في صحة بياناته، يرصد مؤشرات التدين والإلحاد في دول الشرق الأوسط، أشار إلى أن السعودية في مقدمة الدول العربية التي يتزايد فيها الملحدون.