لم ينس المجتمع السعودي والعربي مشهد دموع خادم الحرمين الشريفين حينما شاهد أبناء الشهداء، حيث عبّر كبرياء هذه الدموع عن حقيقة القلب الذي لن تهزمه محاولات التعدي على حياة الناس.
وقد كشفت هذه الدموع الصادقة ملامح شخصية الأب والإنسان والقائد، الذي تتجمع فيه خصال الرحمة، وشجاعة الفارس، وإرادة العظيم، الذي يتفاءل بمستقبل وطنه وهو يؤسس أكبر المشروعات إيماناً منه بضرورة تطويره وجعله على قائمة الدول الساعية للمزج بين الكفاءة والمال، ليتفاعلا في وطن واحد تحت قيادة واحدة.
وقد سالت دمعة خادم الحرمين الشريفين، وهو الملك القوي الذي بكى أمام طفل فقد أباه بسبب التحريض على الكراهية وأعمال العنف المسلحة التي نفذها إرهابيون بحق وطنهم، لتكون دليلاً على عمق الحزن والألم الذي سببته جرائم الإرهاب التي تحرم الأطفال الأبرياء من آبائهم.
وقد سالت دموع الوالد القائد أثناء استقباله عدداً من أطفال رجال الأمن السعوديين الذين قضوا خلال محاربتهم وتصديهم للإرهابيين، وكان بكاء الملك “عبد الله” حديث ملايين المشاهدين الذين تابعوا هذا المشهد الحي على التلفزيون وشاهدوا الصور التي تقف وراء هذا المشهد وما تحمله من رسائل واضحة في عام 2006م في منطقة القصيم.
ولم تكن تلك الدموع نتيجة هزيمة عسكرية أو اجتماعية، أو كارثة طبيعية أو حالة شخصية، وإنما ذرفت دموع الملك أمام منظر أبناء الشهداء الذين ضحى آباؤهم في ميدان الدفاع عن وحدتنا وسلامة شعبنا، وكياننا.
وأكد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بالأمس، أن أبناء الشهداء هم أبناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يتابع أحوالهم، ويتفقد مطالبهم في كل وقت، حيث يعتبرهم أبناءه، ومن أجلهم ذرفت عيونه الدموع حينما شاهدهم وقد حرموا من آبائهم الذين نالوا الشهادة أثناء تصديهم لفكر ضال هاجم مملكتهم.