لقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكونجرس اليوم (الأربعاء)؛ سعيًا لتعزيز الدعم الأمريكي لحربه في غزة، وتحويل انتباه أمة انشغلت لأسابيع بقضايا سياسية محلية متتالية.
ويُعتبر خطاب “نتنياهو” أمام الكونجرس في مفترق طرق حاسم للحرب؛ فقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن تفاؤلهم بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق قد يحرر الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” وينهي الصراع، وفي الوقت نفسه، تركز الجزء الأكبر من اهتمام الشعب الأمريكي منذ الشهر الماضي على المناقشات المحيطة بعمر الرئيس جو بايدن وقدراته العقلية، التي بلغت ذروتها في نهاية المطاف بإعلان “بايدن” خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه سيتنحى عن الترشح عن الحزب الديمقراطي، إلى جانب محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب والمؤتمر الوطني الجمهوري.
ويأتي ذلك أيضًا في الوقت، الذي أصبح فيه الكثيرون على اليسار غير راضين بشكل متزايد عن الطريقة التي شنّ بها “نتنياهو” الحرب، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وتركت غزة في قبضة كارثة إنسانية، وقد أعلن بعض أعضاء الكونجرس أنهم لن يحضروا خطاب “نتنياهو”؛ إما احتجاجًا على الحرب وإما بسبب أحداث أخرى مقررة مسبقًا، فهل ينجح “نتنياهو” في تعزيز الدعم الأمريكي لحربه على غزة؟، لاسيما أن نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أصبحت الآن المرشحة الديمقراطية المفترضة، لن تحضر للإشراف على خطاب “نتنياهو” بصفتها الدستورية كرئيسة لمجلس الشيوخ؛ حيث ستكون “هاريس” في إنديانابوليس اليوم، ومن المتوقع أن تلتقي بشكل منفصل مع “نتنياهو” في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
كما رفضت رئيسة مجلس الشيوخ المؤقتة باتي موراي، ديمقراطية ولاية واشنطن، الإشراف على الخطاب، وأعلن السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل من فيرمونت وينضم إلى الديمقراطيين في اجتماعاتهم، أنه سيقاطع الخطاب احتجاجًا على الحرب الشاملة التي شنتها حكومة “نتنياهو” في غزة، وقال “ساندرز” في بيان: “لا ينبغي الترحيب بنتنياهو في الكونجرس الأمريكي، على العكس من ذلك، يجب إدانة سياساته في غزة والضفة الغربية، ورفضه دعم حل الدولتين بشكل قاطع”.
ومن المقرر أن يجتمع “بايدن” مع “نتنياهو” غدًا، وقد أصبحت علاقة “بايدن” مع “نتنياهو” أكثر برودة بشكل مطرد مع استمرار الحرب في غزة، وارتفاع عدد القتلى في الجيب المحاصر، ويعرف كلا الرجلين بعضهما منذ عقود، لكنهما تبادلا الانتقادات غير المباشرة حيث تسربت خلافاتهما بشأن مستقبل الحرب إلى العلن، وقد قال “بايدن”: “إن إسرائيل حققت هدفها المعلن، ووصف أفعالها في غزة بأنها مبالغ فيها”، وأعرب صراحةً عن رغبته في إنهاء الحرب، واعتبر أنه “من غير المؤكد” ما إذا كانت “إسرائيل” قد ارتكبت جرائم حرب، كما ألمح إلى أنه يعتقد أن “نتنياهو” يطيل أمد الحرب لمجرد البقاء السياسي.
وفي الوقت نفسه، اتهم “نتنياهو” الولايات المتحدة “بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”، وهي ادعاءات رفضها المسؤولون الأمريكيون بشكل قاطع.
وبعد وصوله إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى “نتنياهو” ببعض أقارب الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم “حماس”، ولم يكن جميع المشاركين راضين عن نتيجة هذا الاجتماع، كما أعلن “ترامب” أمس أنه سيلتقي هو و”نتنياهو” يوم الجمعة في مار-آ-لاغو في بالم بيتش، فلوريدا.