أشعل الخلل التقني الكبير، الذي وقع يوم 19 يوليو وأدى إلى تعطّل أنظمة الحوسبة حول العالم، جدلاً كبيرًا بين الخبراء والمختصين حول عواقب الفشل التكنولوجي غير المتوقعة.
وأفادت التقارير أن تحديث شركة الأمن السيبراني، CrowdStrike، لبرنامج واحد في نظامها، يطلق عليه Falcon Sensor، أدى إلى خلل تقني كارثي أثّر على شركات طيران ومطارات ووسائل إعلام وبنوك وتجارة التجزئة في جميع أنحاء العالم، وخاصة الشركات التي تستخدم أنظمة تشغيل “ويندوز” من مايكروسوفت.
ويعد هذا الحدث، الذي وُصف بأنه “أكبر انقطاع في تكنولوجيا المعلومات في التاريخ”، بمثابة تذكير صارخ بالشبكة الواسعة من الترابطات البينية لتكنولوجيا المعلومات التي تدعم البنية التحتية الرقمية، وباحتمال حدوث عواقب بعيدة المدى عندما يحدث خلل ما غير متوقع.
وسلّط هذا الخلل التقني الضوء أيضًا على الأبعاد الجيوسياسية لهذه التبعيات، حيث تأثرت البلدان التي تعتمد بشكل كبير على خدمات مايكروسوفت وCrowdStrike بشكل أكبر من غيرها.
ويمكن أن تُترجم المشاكل التقنية إلى نقاط ضعف جيوسياسية، حيث تحتاج سلطات الدول إلى النظر في الآثار الاقتصادية والاستراتيجية والجيوسياسية لتحالفاتها في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأثار الخلل التقني تساؤلات جدية حول مدى مرونة أنظمة التشغيل “ويندوز”، وتدابير الأمن السيبراني التي تتخذها CrowdStrike، والتي من المفترض أن تحميها، وفق ما نقلت “روسيا اليوم”.
كما سلّط الضوء على المخاطر الاستراتيجية للاعتماد على مصدر واحد للتكنولوجيا، وأظهر مدى أهمية وجود تحالفات تكنولوجية متنوعة لتعزيز الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي، ويمكن أن يثير الحاجة إلى المزيد من الإجراءات اللازمة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني.
وسيحتاج مشغلو الأمن السيبراني إلى التأكد من أن ممارسات إدارة وصيانة تكنولوجيا المعلومات الأساسية قوية وموثوقة، وقادرة على التعامل مع أي حدث، بدءًا من هجوم الأمن السيبراني وحتى تحديث برنامج بسيط.