تكشفت تفاصيل العملية الإسرائيلية، التي نفذتها إسرائيل أمس في مخيم النصيرات لاستعادة 4 من المحتجزين، وارتكبت خلالها مذبحة مروعة راح ضحيتها أكثر من 200 فلسطيني من بينهم 23 طفلاً و11 امرأة وإصابة مئات آخرين، ما أثار غضباً دولياً، حيث وصف ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ما حدث بأنه مجزرة أخرى بحق المدنيين، بينما قدم رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفًا تفصيليًا لمشاهد الجثث الممزقة على الأرض.
واختارت إسرائيل أكثر أوقات مخيم النصيرات ازدحاماً أمس، لتدفع بعشرات من جنودها تحت غطاء كثيف من نيران المدفعية والطيران لتخليص 4 من أسراها بقوا بين أيدي مسلحي حركة “حماس” أكثر من 8 أشهر.
وروت صحفية فلسطينية كانت شاهدة على ما جرى في وسط قطاع غزة، مبينة أن القوة العسكرية التي قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنها ضمت أيضًا عناصر من جهاز الأمن العام “الشاباك” والشرطة، بدأت بتطويق منطقة النصيرات بالكامل من مختلف الاتجاهات قبل أن يخرج عشرات الجنود مما يعتقد أنها شاحنات تحمل لوحات فلسطينية ويبدأون في إطلاق النار بكثافة.
وقالت الصحفية التي تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية في مقطع صوتي أرسلته لوكالة أنباء العالم العربي: “أنا كنت على دوار النصيرات.. ما رأينا إلا هذا القصف الرهيب. قصف كثير. صارت زي أهوال يوم القيامة، الناس صارت تجري.. تجري في كل مكان.. صار القناصة تقنص في كل مكان.. في كل مكان.. والطيران يقصف والمدفعية تقصف، قالوا قوة خاصة.. رأينا الدبابات تأتي من جهة النخيل.. من شرق البريج.. دخلوا على شارع صلاح الدين مباشرة.. جاؤوا من نتساريم.. حوطوا محيط نتساريم ومنطقة العودة وجاؤوا من شارع الطاقة. جاؤوا من شارع البريج وحاوطوا النصيرات كلها.. وأول ما القوة الخاصة جاءت.. طبعًا عملية الإنزال شفناها كويس عند مستشفى العودة.. كانوا يمكن ولا 30 جنديًا.. وصار اللي صار”.
من جانبه، قال شاهد عيان طلب عدم التصريح باسمه: “بدؤوا بغطاء ناري كثيف جدا ساعة العملية.. ضربوا أحزمة نارية على بعد 300 أو 400 متر من المكان الذي فيه المحتجزين، ضربوا الحزام الناري وكان كل شيء لديهم يضرب النار. الطائرات المسيرة، والطائرات الهليكوبتر، والمدفعية وطائرات الإف-16، والشهداء كانوا على الأرض والناس مش لاحقة تشيل شهداء”.
ولا يحدد الشهود مصير المسلحين، الذين كانوا يتولون مسؤولية حراسة الإسرائيليين الأربعة الذين تقول إسرائيل إنهم اقتيدوا من حفل موسيقي في مستوطنة قرب غزة صباح السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، لكن شاهد العيان القريب، أفاد بأن الجنود المتسللين أطلقوا قنابل دخان بشكل كثيف جعلت حركة الجميع، بما فيهم المسلحون، بالغة الصعوبة.
وقال الشاهد: “ضربوا قنابل دخان. غطوا على العملية بشكل رهيب. تعرف لما يصير القصف بهذه الطريقة الحركة بتكون صعبة جدا.. على المقاومين.. وعلى الذين يحرسون وعلى المواطنين، الكل يبحث مكان يختبئ فيه من الضرب. الناس كانت بتهرب والإسرائيليين بينفذوا العملية، وقتل منهم ضابط أثناء العملية”.
وأدان ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، العملية الإسرائيلية في منشور على موقع “إكس “بأشد العبارات، وقال: “التقارير الواردة من غزة تفيد بوقوع مجزرة أخرى بحق المدنيين”. ودعا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
وتردد أن المخابرات الأمريكية شاركت في دعم العملية الإسرائيلية، ورحب الرئيس جو بايدن بعودة الرهائن الأربعة، لكنه ذكر أن الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وضمان عودة جميع المحتجزين في غزة ستستمر.