المطار واجهة حضارية لأيّ بلدٍ، والمملكة تعيش حالياً نهضة اقتصادية وسياحية كبيرة، وتنفق مليارات الريالات من أجل تحسين تجربة السياح، واستقطاب ملايين الزائرين، والمؤلم أنه وعلى الرغم من تطور الخدمات والمرافق في مطار الملك خالد الدولي، إلا أن الانطباع الأول الذي يرتسم في ذهن السائح عند وصوله صالات الاستقبال بالمطار، هو فوضوية “الكدّادين” ومنظرهم غير الحضاري؛ سواء مواطنين أو وافدين الذين زادت أعدادهم في الفترة الأخيرة؛ والذين “يتلقفون” القادمين من الرحلات الداخلية والخارجية أمام بوابات الوصول بطريقةٍ بدائية عارضين خدمات التوصيل بسياراتهم الخاصة ودون حملهم تراخيص رسمية، وبطريقة تزعج السائحين وتشوّه تجربتهم منذ البداية بتصرفاتٍ عشوائية تنقصها الأمانة والثقة؛ ما أوجد انطباعات سلبية، وهدر كل الجهود للارتقاء بتجربة السائح، في مظهرٍ لا يليق بمطار مدينة متطورة؛ كالعاصمة الرياض.
إن ظاهرة انتشار “الكدّادين” في صالات مطار الملك خالد الدولي تتطلب تنسيقاً بصفة مستمرة مع الأجهزة المعنية بالمطار وخارجه، وتطبيق المخالفات النظامية بحقهم، وإبعادهم عن صالات المطار مع تحسين ورفع مستوى خدمات سيارات الأجرة العامة بالمطارات، بما يسهم في القضاء على هذه الظاهرة السيئة أو الحد منها على الأقل، ويضمن تقديم خدمة منظّمة وآمنة للزائرين والسائحين الأجانب، ويحفظ حقوقهم وسلامتهم.