بيّن الاتحاد العالمي لرصد المياه، في تقريره السنوي الثاني، الذي شارك في إعداده “هايلك بيك”، البروفيسور المشارك في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، أن 77 دولة (من أصل 249) شهدت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2023، وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، كان عام 2023 ثالث أكثر الأعوام سخونة، بعد عام 2021. ومع ذلك، كان عام 2023 أيضًا الأعلى بالنسبة لهطول الأمطار منذ أكثر من 20 عامًا، وشهدت فيه المملكة ارتفاعًا مفاجئًا للمساحات الخضراء.
وأظهر تقرير رصد المياه العالمي لعام 2023 العديد من السجلات المناخية للمملكة العربية السعودية
ويصف تقرير رصد المياه العالمي دورة المياه في جميع أنحاء العالم باستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية التي تم جمعها وتفسيرها من قِبل الخبراء.
ويسلط التقرير الضوء على 19 منطقة شهدت تغيرات شديدة في العوامل المناخية المرتبطة بالمياه، مثل الفيضانات والحرائق والجفاف وغيرها.
وكانت قوة الغطاء النباتي، أو “الخضرة”، في المملكة العربية السعودية هي الأعلى أيضًا منذ عام 2001، حيث وصلت إلى مستوى قياسي في عام 2023: أعلى بنسبة 8 ٪ تقريبًا من المتوسط بين عامي (2001-2023).
وكانت هذه الخضرة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد وكانت واضحة على نحو خاص في المناطق الممتدة على طول الساحل الجنوبي للبحر الأحمر.
علاوة على ذلك، شهد شهرا يناير ومايو أعلى مستويات هطول الأمطار المسجلة على الإطلاق لهذين الشهرين في المملكة العربية السعودية في الفترة بين عامي (1979-2023).
وقال البروفيسور بيك: “بما أن الغطاء النباتي في البلاد مقيد بشكل عام بتوافر المياه، فإن هذه الزيادة في المساحات الخضراء يمكن أن تُعزى في المقام الأول إلى ارتفاع مستويات هطول الأمطار التي شهدها هذا العام”.
وبشكل عام، يقدم التقرير ملخصًا مباشرًا لوضع موارد المياه العالمية اليوم، ويسلط الضوء على التحديات والتطورات الرئيسة لعام 2023، وهو مخصص لجميع أصحاب المصلحة والجهات المعنية، وليس للعلماء فقط. كما تؤكد نتائجه حجم التهديد المتزايد الذي يشكله تغير المناخ، بما في ذلك استنزاف المياه الجوفية. وقال بيك “الخطوة التالية للاتحاد العالمي لرصد المياه هي الاستمرار في إصدار هذه التقارير سنويًا، ودمجه مع مصادر البيانات الأحدث والأفضل”.