قديماً .. كان لدى أهالي منطقة جازان عادات خاصة في الأعياد واستقبال الحجاج العائدين بعد تأدية فريضة الحج ورحلة تُعدّ طويلة في ذلك الوقت وتشوبها المخاطر والصعوبات ، في ظل انعدام الأمن وشح الإمكانات والطعام والشراب.
فريق “أمل وعمل” التطوعي التابع لجمعية “رواد” التطوعية بمنطقة جازان، سلط الضوء على بعض العادات والمورثات التي حاول عدد من كبار السن استذكارها وسردها نقلاً عن آبائهم وأجدادهم، وذلك في مبادرة أقيمت بالقرية التراثية في مدينة جيزان تحت عنوان “تراثنا والعيد”.
واستمع الحضور إلى العادات والتقاليد الجميلة في الأعياد التي كان يمارسها أهالي المنطقة في السهل والجبل والتي توارثتها الأجيال ، حيث لا يقتصر العيد على الأسرة الواحدة بل يتسع ليشمل جميع أهالي القرية من خلال التشارك في الطعام والأهازيج والفنون الشعبية التي تشتهر بها المنطقة.
ومن أبرز تلك العادات الخروج لاستقبال الحاج، وترديد الأهازيج الشعبية، وتنظيف وتزيين منزله قبل قدومه ، ولحظة وصوله إلى القرية، بحيث لا يدخلها ليلًا بل يبيت في أطرافها حتى الصباح، وعند قدومهم يدخلون المسجد أولًا يصلون لله ركعتي شكر على توفيقه لهم، ومن ثم ينطلقون إلى منازلهم باستقبال وحفاوة من الأهالي بالأهازيج والزغاريد ؛ فرحين بقدومهم سالمين، ولا يوزعون الهدايا إلا بعد ثلاثة أيام من الراحة، وكانت الهدايا عبارة عن الصنبران -الحمص-، و السُبح ، والخواتم.
واشتملت المبادرة ، على عرض مرئي عن الحج قديمًا في جازان ، ومداخلات مع الجمهور، إضافة إلى مسابقة للأطفال، وتوزيع الهدايا على الحضور.