“إذا مدت واشنطن يد التعاون المحترمة والصادقة إلى ولي العهد السعودي المفعم بالنشاط وصاحب التفكير المستقبلي، فلن يكون لديها صديق على المسرح العالمي أفضل من محمد بن سلمان”.. بهذه الكلمات توجه الكاتب الإيراني الأمريكي والبروفيسور في جامعة جورج تاون، روب سبحاني إلى صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة، مبيناً أن ولي العهد هو الشريك الأمثل لواشنطن في مواجهة التحديات العالمية الدائمة والمستجدة.
ويستحث “سبحاني” في مقاله المنشور في صحيفة “واشنطن تايمز” صناع القرار في الولايات المتحدة إلى مد “يد التعاون المحترمة والصادقة إلى ولي العهد السعودي المفعم بالنشاط وصاحب التفكير المستقبلي”، مبيناً أن واشنطن لن يكون لديها صديق على المسرح العالمي أفضل من ولي العهد، لاسيما وأن واشنطن تواجه العديد من التحديات، ابتداءً من روسيا والصين وإيران حتى تحدي تقنية الذكاء الاصطناعي باعتبارها الثورة الصناعية الرابعة.
دوافع ومحفزات إيجابية
وبهدف إرساء هذه الشراكة ينصح الكاتب صناع السياسة الأمريكيين بفهم الدوافع التي تحرك ولي العهد، قائلاً: “إن فهم ما يحفز محمد بن سلمان هو نقطة البداية لكيفية تعامل واشنطن مع قائدٍ سيلعب دوراً مهماً على المسرح العالمي لسنواتٍ قادمة، حيث يقود ولي العهد مجموعة غير مسبوقة ورائدة من الإصلاحات التي تحوّل الدولة الأكثر أهمية لأمن الطاقة العالمي”.
ويضيف: “الدافع الأول الذي يُحفّز محمد بن سلمان هو حبه وفخره بالمملكة العربية السعودية وشعبها، وهذا يفسر سبب عزمه على القفز ببلاده لتصبح قوة اقتصادية تبلغ قيمتها تريليون دولار حتى يضمن ازدهار مواطنيه”.
ويوضح المقال أن هذا الإعجاب يُعبّر عنه غالب المجتمع من جميع الطبقات والمستويات بثنائهم وحبهم لولي العهد، ما يعني أن واشنطن تتعامل مع زعيم شعبي طور علاقة عميقة مع أمته الشابة، على حد تعبير الكاتب.
ويستطرد “سبحاني” مبيناً الدافع الثاني، وهو رغبة ولي العهد الجامحة في ترك إرث لبلاده، ويقول في هذا الصدد: “فبالنظر إلى أن 60٪ من السكان هم تحت سن الثلاثين، فإن ولي العهد الأمير محمد أمام مهمةٍ لوضع الأساس للجيل القادم من السعوديين. على سبيل المثال، يوضح قراره الجريء بزراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء المملكة فهمه للتقاطع بين النتائج الصحية المعززة وزراعة الأشجار. لذلك يجب على واشنطن أن تمد يد العون لمساعدة محمد بن سلمان في جهوده لترك إرث لشعبه”.
قوة محركة وتمكين للنساء
ويتمثل العامل الثالث المحفز لولي العهد هو رغبته في جعل بلاده قوة للتغيير الإيجابي على الساحة العالمية؛ فمن معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي إلى حل النزاعات، يريد ولي العهد الأمير محمد أن تلعب المملكة العربية السعودية دورًا أكثر نشاطاً إيجابية، ويُقدّم هذا الدافع المتعلّق بمواجهة التحديات العالمية فرصة فريدة لواشنطن لمعالجة الصراعات في مسارح مثل أوكرانيا والسودان، وفي الواقع، يمكن لقائد السعودية المفعم بالنشاط أن يصبح شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة لحل النزاعات العالمية.
ووفقاً لما ينقله الكاتب الأمريكي فإن العامل أو الدافع الرابع لولي العهد هو تمكين النساء الموهوبات في المملكة، ويذكر: “إنه لأمر لا يصدق حقاً أن نلتقي بالعديد من النساء السعوديات في القوى العاملة، وجميعهن يلعبن دوراً مهماً في مساعدة السعودية على أن تصبح اقتصاداً تبلغ قيمته 1 تريليون دولار.
ويردف: “لا أحد يمثّل رؤية ولي العهد فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية أفضل من صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، هذه الدبلوماسية الذكية والحيوية والودودة تمثّل هذه الرؤية التي أسميها (النهضة السعودية الجديدة)؛ ولذلك يجب أن يتبنى صناع السياسة الأمريكيون رغبة الأميرة ريما الصادقة في إعادة توجيه العلاقات الأمريكية السعودية إلى نموذج جديد من التصدي المشترك للتحديات العالمية مثل: تغير المناخ، والأمن الغذائي، وتمكين المرأة، والقضاء على الفقر”.
“فرصة نادرة لا تتكرر”
ويتابع “سبحاني” استكمال رؤيته للدوافع المحفزة لولي العهد، إذ يقول إن: “العامل الخامس الذي يُحفّز محمد بن سلمان هو الابتكار، وبشكل أكثر تحديداً، الاستفادة من التكنولوجيا من أجل الصالح العام”.
مضيفاً: “إنه يحب الإبداع، ويَظهر هذا الحماس عندما يتحدث المرء مع العلماء السعوديين ورغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج صحية عالمية أفضل، يقول والتر إيزاكسون، كاتب سيرة ألبرت أينشتاين، إنه يجب علينا ربط الذكاء الاصطناعي بالإنسانية، وهو بالضبط ما يريد محمد بن سلمان فعله. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يمثل الثورة الصناعية الرابعة، ولقد حان الوقت لتبني هذا الدافع للابتكار؛ لأن الشراكة بين السعودية وأمريكا لتقديم تقنية ذكاء اصطناعي مسؤولة وأخلاقية لصالح البشرية تمثل فرصة نادرة لا تتكرر”.
مناسبتان وفرصتان
وينصح الكاتب أخيراً صناع السياسة في الولايات المتحدة باستغلال مناسبتين حاليتين لبدء فصل جديد في العلاقات الأمريكية- السعودية بناءً على الدوافع الإيجابية لولي العهد صاحب الرؤية.
ويلفت “سبحاني” إلى أن المناسبة الأولى هي رحلة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الرياض، مشيراً إلى أنه من خلال إظهار الاحترام الحقيقي لدوافع ولي العهد الأمير محمد للارتقاء بأمته كقوة من أجل الصالح العالمي، يمكن لـ”بلينكن” تعزيز الأمن القومي الأمريكي.
أما المناسبة الثانية فهي أن يدعو رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ولي العهد لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونجرس، وإعطاء هذا القائد الشاب لدولة تعد من أهم الدول في العالم الفرصة لمشاركة رؤيته مع الشعب الأمريكي، على حد قوله.
ويرى الكاتب أنه من خلال إظهار الولايات المتحدة حماساً حقيقياً لما يحفز ولي العهد الذي يبتغي صنع “نهضة سعودية جديدة”، فإن واشنطن لن تجد شريكاً أفضل من الأمير محمد بن سلمان لمواجهة التحديات العالمية.