امتزجت الصورة الجميلة للعيد في أذهان ومخيلة أهالي منطقة جازان خاصة النساء منذ مئات السنين، برائحة الحناء التي تطيّب المنازل في صباح اليوم الذي يسبق يوم العيد، وجمال النقوش التي تزيّن أكفّ وسواعد نساء وبنات المنطقة في مظهر من مظاهر الفرح والسرور التي تعمّ الجميع بمقدم العيد السعيد.
وتحرص المرأة الجازانية بمختلف فئاتها العمرية على وضع الحناء ونقشها بأشكالها المختلفة في كل مناسبة سعيدة؛ ومنها الأعياد، مستخدماتٍ في ذلك نوعين من الحناء؛ هما: الحناء السوداء والتي تسمى “العفص”، والحناء الحمراء وهي الحناء العادية التي يتم قطفها من شجرة الحناء مباشرة وسحقها على حجر يسمى “المسحقة”، ليصبح مسحوقًا جافًا ناعمًا تتعدد استخداماته، أو يكون على صورة مخلوط سائل بعد مزجه بالماء وملح الليمون؛ حتى تتمكن السيدات من استخدامه كصبغة يتسنى لهن بها النقش على الجلد.
وتُستخدم أنواع في النقش تُعرف بمسميات عدة؛ ومن أبرزها “المشعب”، وهي النقشة التقليدية لكبار السن التي تُنقش في باطن الكف بخطوط تبدأ من أطراف الأصابع الخمس، والتي تُصبغ بالحنا في صورة تسمى “القمع”، لتلتقي تلك الخطوط في مركزها وسط الكف.
وتعد “القبضة” وهي صورة أخرى لنقش الحناء؛ وقد سميت اشتقاقًا من طريقتها وصفتها، حيث توضع الحناء في قبضة اليد بعد أن يتم خلطها بالحناء الجاف لتكون ذا قوام أكثر تماسكًا، وتتشكل بشكل قبضة اليد بالحناء.
كما تتنوع أشكال النقش الخاص بالفتيات والشابات والأطفال، ومنها نقش الورود واللازوردي والعماني والطاووس، إضافةً لنقشي الجوري والهندي اللذين يعدان من أكثر الأنواع تفضيلًا عند النساء، فيما تستمر المدة التي يستغرقها النقش في المناسبات، ومنها العيد ساعة تقريبًا، ويزيد وقت النقش للعروس لأكثر من ست ساعات تقريبًا.
وما يميز نقش الحناء في العيد اجتماع سيدات وفتيات كل أسرة في منزل واحد، لتقوم المتخصصات في النقش بالتناوب على أيادي الفتيات والنساء وتزيينها بأشكال مختلفة تسودها الحمرة الضاربة إلى السواد، ما يُظهر براعة “النقّاشات” المحترفات في رسم أجمل النقوش بكل روعة وجمال وإتقان.