“التكبيل، غياب النظافة، الحرمان من ملبس ملائم”.. شعار اتفقت مستشفيات الصحة النفسية بمكة المكرمة والأسر “ضمنيا” على رفعه في تعاملهم مع المرضى النفسيين بالمنطقة، وهي حقيقة أثبتها تقرير صادر عن هيئة حقوق الإنسان.
التقرير، الذي نشرته “الوطن” في عددها الصادر اليوم الأحد، أشار إلى جملة من الانتهاكات التي يتعرض لها المرضى النفسيون كخلع الملابس، وعدم نظافة ما يرتدونه، إضافة إلى تكبيل أيدي عدد منهم، وضرب آخرين، وتجويعهم، وتكبيلهم بأصفاد معدنية، وحبسهم في أسرة مثل الأقفاص، وحرمانهم من الملبس أو الفراش اللائق أو المياه النقية.
مازن بترجي المشرف العام بفرع هيئة حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة أكد أن “عددًا من المرضى يتعرضون لانتهاكات إنسانية ولا يتلقون رعاية كاملة من أسرة المريض، ومؤسسات الصحة النفسية والمستشفيات”.
وكشف تقرير للهيئة أمس أن حقوق المصابين باضطرابات نفسية تُنتهك سواء من أسرة المريض أو في مؤسسات الصحة النفسية والمستشفيات وكذلك المجتمع، إذ يتعرض عدد من المصابين باضطرابات نفسية للنبذ من المجتمع، ولا يتلقون ما يحتاجون إليه من رعاية، ويبعدون عن أعين الناس، حيث يتركون شبه عراة أو في ملابس بالية ويشد وثاقهم ويضربون ويتركون جوعى.
وأوصى التقرير بمنح المرضى النفسيين كامل حقوقهم دون استجداء لها وزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات العامة والتخصصية ومستشفيات التأهيل الطبي والنفسي والعلاج من الإدمان.
بدوره، لفت مازن بترجي إلى أن ملف المرضى النفسيين هو محط اهتمام الهيئة، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل فريق كامل من الهيئة بقسميه الرجالي والنسائي بالمنطقة لدراسته للوصول إلى هدف يحفظ لهذه الفئة كرامتهم، ويمكنهم من تلقي العلاج دون استجداء أحد.
من جانبها، قالت مديرة القسم النسوي بفرع الهيئة بمكة المكرمة الدكتورة جواهر النهاري إن ما يصل لفرع الهيئة من قضايا المرضى النفسيين يشكل الرجال فيها النصيب الأكبر، لا سيما أن الحالات النسائية يحصل بشأنها تكتم كبير خشية من الأسرة على السمعة التي تشكل هاجسا لديهم.
وأضافت: “تحت هذا الغطاء تُمارَس بعض التصرفات السيئة من تكبيل وتجويع وحبس للمريضة، في أماكن غير صالحة للسكن، وتفتقد للبيئة السليمة، والأدهى من ذلك أن تمكث مثل هذه الحالات في سجن الأهل لسنوات طويلة، حتى تتداركها عناية الله بخروجها أو تموت بحبسها، ولعل نظام الحماية من الإيذاء يكون فرجاً لهذه الحالات في المستقبل”.
من ناحية أخرى، قال استشاري الطب النفسي والإدمان في مجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور عصام الشورى، لـ”الحياة” في عددها الصادر اليوم إن عدد المرضى النفسيين الذين يعرفون علمياً بـ”الفصاميين” يبلغ في مدينة الرياض 10 آلاف حالة.
وأشار إلى أن المجمع لا يستوعب أكثر من 200 حالة، لافتًا إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص يعانون أمراضًا نفسية شديدة ويحتاجون إلى رعاية المجمع باستمرار ينتشرون في شوارع الرياض.