ذكر تقرير عُرض في واجهة صحيفة برافدا ــ كبرى الصحف الروسية ــ ، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاول إقناع السعودية خلال زيارته الأخيرة تخفيض سعر النفط العالمي 12 دولارًا؛ ليصبح من 105 دولارات قيمة البرميل إلى 90 دولارًا، أو أعلى بقليل؛ وذلك بهدف إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد الروسي ربما تصل إلى أكثر من 40 مليار دولار في عائداتها؛ الأمر الذي قد يلحق أضرارًا بالغة بها ، نظرا لاعتماد اقتصاد روسيا في المقام الأول على النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الطلب، يأتي على خلفية أزمة قضية القرم التي ألهبت الصراع بين المعسكرين الأمريكي والروسي، على حد تعبير الصحيفة.
وذكرت “برفدا” أن هذه ليست المرة الأولى؛ إذ كانت هناك سابقة قديمة، اعتُبرت أحد أهم أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي، بحسب الصحيفة؛ إذ زادت السعودية من إنتاجها النفطي بشكل كبير في عام 1985؛ الأمر الذي هوى بأسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل؛ ما اضطر روسيا لبيع نفطها بـ6 دولارات للبرميل الواحد، وهو الحدث الذي لم يحتمله اقتصاد الاتحاد السوفيتي آنذاك، وكان من بين أسباب الانهيار الاقتصادي للاتحاد.
وأضافت الصحيفة: قبل سفر باراك أوباما إلى السعودية ظل على مدار أيام عدة يناقش خيارات العقاب الذي يمكن أن تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه روسيا؛ إذ اقترح الممول الأمريكي جورج وروس استخدام المخزن الاستراتيجي للنفط الأمريكي بواقع خمسة ملايين برميل يوميًا، وهو ما سيتسبب فورًا في انخفاض أسعار النفط بأكثر من 10 – 12 دولارًا للبرميل، وسيؤدي إلى ضرب الاقتصاد الروسي، ويكبده خسائر بأكثر 40 مليار دولار.
ووافق الكثير من المسؤولين الأمريكيين، على هذه الخطة، لكن محللين رأوا أن هذه الخطوة قد تكون نتائجها قصيرة الأجل مع مخاطر مرتفعة، وهو إهدار المخزون الاستراتيجي من النفط، وهو أمر لا يمكن تنبؤ ماذا يمكن أن يحدث بعده.
بعدها تم التحدث عن الخطة الأخرى، وهي الاستفادة من الحليف السعودي في تنفيذ الخطة؛ إذ تحدث ستيف ليفين عن ذلك بالتفصيل قائلًا إن الأمريكيين قرروا الطلب من السعودية زيادة أسعار النفط اليومية من مليونين إلى ثلاثة ملايين برميل في اليوم؛ وهو الأمر الذي سيؤدي إلى هبوط كبير في أسعار النفط؛ وهو ما ستتأثر به روسيا سلبًا بنحو 40 مليار دولار.
وأضاف المحلل ليفن بأن اقتصاد روسيا يعتمد 70 بالمائة منه على عوائد النفط والغاز، وإذا تم عمل هذه الخطة فستتأثر روسيا بشكل كبير من جراء هذا العمل.
وزعم ليفن أن هذا الحديث قد تم بالفعل، واستند إلى تصريحات الأمير تركي الفيصل؛ إذ قال إن موضوع النفط سيكون حديثًا مهمًا بين أوباما والسعودية، ودولة واحدة لا يمكن أن تؤثر على استقرار النفط.
من جهته، تساءل الخبير الروسي سيرجي دوميدنكو: هل تم عمل صفقة بين أوباما والسعودية؟.. مجيبًا بأنه لا يتوقع أن تكون هناك صفقة، وأن النظام العالمي السياسي الاقتصادي قد تغير عمّا كان عليه عام 1980، والسعوديون باتوا مستقلين نسبيًا، ولا يعتمدون حاليًا على أمريكا.
وأضاف: هناك تحول.. الآن لديهم مجموعات ضغط خاصة في الكونجرس والخارجية الأمريكية، ويستطيعون أن يؤثروا على السياسات الأمريكية، على حد قول الخبير.
من جهتها، قالت الخبيرة الروسية يلينيا سبونينا رئيس مركز آسيا والشرق الأوسط في روسيا إن الأزمة العالمية ما زالت تأثيراتها ممتدة على الخليج العربي.
وبيَّنت أنه من المستبعد أن تقوم السعودية بخفض الأسعار؛ لأنها ستخسر كثيرًا في حال انخفضت الأسعار عما هو عليه الآن، إضافة إلى أن دولًا مثل فنزويلا وأنجولا في مجموعة أوبك لن تسمح بإنتاج ثلاثة أضعاف الإنتاج، على حد وصفها.