تواصلت الإدانات العربية والدولية بعد اقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الأربعاء، واعتقال عدد من الفلسطينيين، ما دفع واشنطن للتعبير عن قلقها، وفقاً للعربية نت.
وتفصيلاً، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، “ما زلنا قلقين للغاية بسبب استمرار العنف في المسجد الأقصى”، مضيفاً: “يتعين أن يخفف الإسرائيليون والفلسطينيون من حدة التوترات”.
وعبرت الأمم المتحدة عن صدمة أمينها العام، أنطونيو غوتيريش، وقالت إنه “مصدوم من عنف قوات الأمن الإسرائيلية”.
ودفعت تطورات المسجد الأقصى، الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ بدعوة من الأردن اليوم على مستوى المندوبين الدائمين بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والمصري لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية.
وأكدت الخارجية الأردنية على استمرار التحرك على المستوى العربي “لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتصرفاً ومرفوضاً ومداناً يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها”.
شدد الأردن على “اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات التي من شأنها وقف التصعيد الإسرائيلي الخطير والتحذير من مغبته”، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
بدوره، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اقتحام المسجد الأقصى، واصفاً هذه الممارسات بأنها “تصرفات غير مسؤولة”.
ونقل بيان للجامعة العربية عن أبو الغيط دعوته للمجتمع الدولي، ممثلاً في أعضاء مجلس الأمن، إلى “التحرك بسرعة من أجل دفع إسرائيل لوقف هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وطالب أبو الغيط الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن هذه “الأعمال الاستفزازية”، مبيناً أن ما سماها “التوجهات المتطرفة” التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية سوف تقود إلى مواجهات واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حد لها.
بدورها، عبرت وزارة الخارجية السعودية عن رفضها القاطع لهذه الممارسات “التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.
وقالت إن المملكة تتابع بقلق بالغ هذا الاقتحام “السافر”، مؤكدة على موقفها في “دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”، وفق ما نقلته “واس”.
ومن جانبها، دانت مصر بأشد العبارات اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من “اعتداءات سافرة” أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين.
واعتبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن “مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب الإسلامية”.
وطالبت الخارجية السلطات الإسرائيلية “بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين”، محملة إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الذي قالت إن من شأنه أن يقوض جهود التهدئة.
ودعت مصر المجتمع الدولي أيضاً إلى تحمل مسؤوليته في وضع حد لتلك الممارسات وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، وفقاً للبيان.
كذلك، شددت الكويت أيضاً على رفضها القاطع لهذا الاقتحام الذي يشكل “تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وطالبت الخارجية الكويتية بسرعة تحرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره لاتخاذ خطوات جادة وفعالة “لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستفزة والمتكررة وضمان احترام حرمة الأماكن المقدسة”.
واعتبرت سلطنة عمان الممارسات الإسرائيلية “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني”، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ردع هذه الأفعال “الاستفزازية المستمرة واللامشروعة لإسرائيل”.
وحثت وزارة الخارجية العمانية على “تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل”.
وفي قطر، اعتبرت وزارة الخارجية هذه الممارسات “تصعيداً خطيراً وتعدياً سافراً على الأماكن المقدسة وامتداداً لسياسة تهويد القدس وانتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم”.
وحذرت الخارجية القطرية في بيان من إدخال أي تغييرات على الوضع التاريخي والقانوني بالمسجد الأقصى والقدس، محملة السلطات الإسرائيلية وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن “سياساتها الممنهجة” ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
وناشدت قطر المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات، مؤكدة على موقفها من حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك “الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ودعت وزارة الخارجية اليمنية في بيان المجتمع الدولي إلى مغادرة “مربع الصمت”، والعمل الفوري على وقف هذا التصعيد المتكرر بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الخارجية تأكيدها على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لكافة القرارات والتشريعات الدولية.
وعلى الصعيد الدولي، قال وزير شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، طارق أحمد، إن بلاده تشعر بالصدمة من اقتحام الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
وحذر الوزير البريطاني في حسابه على تويتر من أن “العنف لا يؤدي إلا لمزيد من العنف”، مؤكداً على ضرورة احترام الأماكن المقدسة.
ولقيت الممارسات الإسرائيلية إدانة من تركيا أيضاً، حيث نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزارة الخارجية القول إن الهجوم على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان أمر “غير مقبول”.
ودعت أنقرة حكومة إسرائيل إلى الوقف الفوري لجميع “الأعمال الاستفزازية” والهجمات التي قد تؤدي لتأجيج التوترات في المنطقة.
يأتي ذلك، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس فجر الأربعاء وأطلقت قنابل صوت على شبان فلسطينيين ألقوا ألعاباً نارية عليهم وسط موجة عنف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
من جانبها، أعلنت هيئة الأسرى الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 400 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن الأخيرة أطلقت الرصاص والقنابل الغاز صوب معتكفين.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها تحركت بعد أن أحضر عدد من الشبان ألعاباً نارية وعصياً وحجارة وتحصنوا في المسجد، وأن الشبان رددوا هتافات عنيفة وأغلقوا الأبواب.
وزعمت أنه “بعد العديد من المحاولات المطولة لحثهم على الخروج طوعاً دون جدوى اضطرت قوات الشرطة إلى دخول المجمع لإخراجهم”.