قضت محكمة باكستانية بإعدام مواطن مسيحي، يدعى ساوان مسيح، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وهي القضية التي فجرت موجة من أعمال الشغب في مدينة لاهور العام الماضي.
وقال محامي المتهم، نعيم شاكر، إن القاضي أعلن الحكم أثناء جلسة استماع في السجن، أمس الخميس، حيث عقدت المحاكمة خوفًا من تعرض المتهم للهجوم أثناء نقله إلى المحكمة، وفق ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” اليوم.
وقال شاكر إنه سيستأنف الحكم الصادر ضد موكله.
وتعود جذور القضية إلى السابع من مارس العام الماضي؛ إذ اتهم شاب مسلم مسيحيًّا بالإساءة إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وألقت الشرطة القبض على المسيحي، لكن في اليوم التالي اندلعت أعمال عنف في الحي الذي يسكن فيه هو وغيره من المسيحيين. وأضرمت الحشود النيران في منازل الحي ودمرت محتوياتها.
وألقت الشرطة القبض على 83 متهمًا في أعمال العنف، بمن فيهم الرجل الذي أبلغ عن المسيحي.
وقال مسؤول في شرطة لاهور إنه تم الإفراج عن المحتجزين جميعًا بكفالة، ولم توجه إليهم أي تهم.
ويقول العديد من الحقوقيين إن قانون ازدراء الأديان، المعروف في باكستان بالتجديف، الذي يسمح بعقوبة السجن مدى الحياة، أو الإعدام؛ يُستغل للحصول على مكاسب شخصية، أو كوسيلة للانتقام.
ولم تنفذ باكستان أيًّا من أحكام الإعدام في قضايا التجديف، إلا أن العامة يقتلون المتهمين بأنفسهم.
كما يصعب التراجع عن أي من التهم الصادرة، إذ لا يريد القائمون على القانون التساهل مع الاتهامات.
وأدت هذه الممارسات العنيفة إلى خلق حالة من الخوف، دفعت القضاة إلى عقد المحاكمات في السجون ومنع الشهود من حضور جلسات الدفاع عن المتهمين.
ويعود قانون التجديف في باكستان إلى ما قبل تأسيس الدولة عام 1947.
وفي فترة الثمانينيات، عدّل الحاكم العسكري، محمد ضياء الحق، القانون ليشمل عقوبة الإعدام، وجعل الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يمكن إهانته،