تصدر خبر زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية معظم الصحف الأمريكية الكبرى، والتي اتفقت في أن الزيارة تهدف لإزالة حالة الشك والغضب السعودِيَّيْن من المواقف الأمريكية الأخيرة بشأن إيران وسوريا.
ومن المتوقع أن يصل الرئيس الأمريكي الرياض بعد غروب شمس اليوم الجمعة، في زيارة هي الثانية له إلى المملكة منذ توليه منصبه عام 2008، في أجواء من التوتر قلما شهدتها العلاقات بين البلدين طوال عمر تحالفهما الممتد لسبعين عامًا.
وعن برنامج الزيارة نقلت صحف أمريكية أنها ستكون ليوم واحد، وخالية من البروتوكولات الرئاسية المعروفة من مؤتمرات صحفية وخطب، وسيتوجه الرئيس الأمريكي مباشرة إلى إستراحة الملك عبدالله الصحراوي بروضة خريم لحضور عدة اجتماعات مع الملك عبدالله.
وحول ضخامة جدول أعمال زيارة اليوم الواحد نقلت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” عن أحد مستشاري الرئيس الأمريكي السياسيين قوله إن هذه الزيارة تعد محاولة للمحافظة على واحدة من أهم علاقات الولايات المتحدة بدول الشرق الأوسط.
وأكمل حديثة في التقرير الذي ترجمته “عاجل”، قائلا: إن جدول الزيارة جاء ليؤكد أن العلاقة بين الملك عبدالله وأوباما هي علاقة أساسية وجوهرية.
ونقلت الصحيفة عن برناديت ميهان، المتحدثة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قولها: “إن الزيارة جاءت في هذا التوقيت الحرج من أجل التأكيد على العلاقة القوية والوطيدة التي تجمع بيننا وبين أهم حلفائنا بالمنطقة، وللتأكيد على استمرار التعاون العسكري والأمني والاقتصادي الذي طالما حرص عليه الطرفان”.
وتحدثت “لوس أنجلوس تايمز” كذلك عن الموقف السعودي من التوتر القائم بين البلدين؛ حيث ذكرت أنه بالرغم من محاولة السعوديين التخفيف من عمق الخلاف في تصريحاتهم لوسائل الإعلام، فإن الموقف الأمريكي “المتخبط وغير المفهوم” دفع بعض المسؤولين السعوديين رفيعي المستوى إلى الإعلان عن أن السعودية ستعمل وحدها، وستتخلى عن حلفائها الغربيين إن اقتضى الأمر.
وعن القرار الأمريكي بالتراجع عن توجيه ضربة عسكرية للرئيس السوري بشار الأسد، قالت الصحيفة إن هذا التراجع أشعر السعوديين بأن القوة العسكرية الأمريكية أضحت واهية.
ثم جاء الموقف الأمريكي من قضية الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ليُحدث خلافًا جديدًا بين الجانبين؛ حيث قام السعوديون بتأييد عزل مرسي، بينما عدت واشنطن ذلك خرقًا للنظام الديمقراطي، بحسب الصحيفة ذاتها.
ونقلت “لوس أنجلوس تايمز” عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله: “إن السعوديين يعتقدون أننا أصبحنا نفتقر للحكمة في تعاملنا مع كثيرٍ من قضايا الشرق الأوسط”.
وتابع أن “الدور المحدود التي أصبحت تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة قد أشعر السعوديين بأن أمريكا تريد أن تتخلى عن دورها في المنطقة”.
واتفق في هذا الأمر مصطفى علاني، المحلل بمركز بحوث الخليج بالعاصمة السويسرية جنيف، حيث قال: “إن السعوديين يعتقدون أن أوباما يفهم الوضع في الشرق الأوسط برمته فهمًا خاطئًا؛ الأمر الذي دعاهم إلى أن يفقدوا ثقتهم فيه؛ ولذلك فإن زيارة الرئيس الأمريكي لن تكون سهلة، وسيكون بانتظاره الكثير من القضايا الصعبة”.