كشف مفسر الأحلام، عبد الرحمن بن علي الغامدي، عن الاستغلال والتلاعب الذي تتعرض له الفتيات والنساء من قبل بعض المعبرين ومفسري الأحلام، منوها بأنه ينبغي الحرص في التواصل مع المعبرين واختيار الأشخاص الثقات، وخاصة النساء.
وأفاد الغامدي في تصريح خاص بأن المعبرين يحصلون على بعض خصوصيات وأسرار النساء، عندما يتصلن للسؤال عن رؤية، الأمر الذي يستغله بعض المعبرين في أهداف ونزوات شخصية.
وقال: “إن النساء تعطين أسرارهن وخصوصياتهن لمفسر الأحلام فتجدن أن هناك استغلالا من بعض المعبرين لضعف الفتيات والتلاعب بعواطفهن والكثير من الفتيات ينقلن لي ولغيري من الزملاء في هذا الوسط أنهن عندما يتصلن ببعض المعبرين الذين يبادرون بعد التفسير ويحاولون أن يكونوا معهن علاقات وهذه من الأمور الظاهرة التي تصلنا باستمرار”.
وأوضح مفسر الأحلام، أن بعض المعبرين يدعون العلاج بالأعشاب والطب النبوي، قائلا: “فتجده يستغل حاجة الناس المرضية ويحاول أن يضع الوصفات والأعشاب والأساليب والطرق العلاجية المبنية على الجهل وعدم الدراية في آثارها ومضارها وذلك لعدم تخصصه في هذا المجال وهذا حال المعبرين يقحمون أنفسهم في شتى المجالات دون احترام الاختصاصات في بعض الأحيان”.
وتطرق الغامدي إلى مخاطر التفسير “الجاهل” على الأمن الاجتماعي والأسري، معتبرا أن “أخذ المشورة الأسرية والاجتماعية من المعبر غير المتخصص في المجال الاجتماعي والجاهل بانعكاسات العلاقات الزوجية، يؤثر بشكل سلبي وكبير على علاقة الزوجين، وذلك من خلال بعض التفسيرات الخاطئة التي تنتج عنها مشكلات خطيرة ومنها إيقاع الفتن بين الزوجين دون علم وإثبات على ما يقال وإثارة الشكوك في نفوس الأزواج والزوجات تجاه بعضهم البعض”.
وذكر الغامدي مثالا عن مخاطر المعبرين على الأمن الاجتماعي، فقال: “اتصلت بي إحدى الأخوات وذكرت لي أن أحد المعبرين فسر رؤياها بأن زوجها مرتبط بعلاقات جنسية مع عدة نسوة، فتسبب ذلك في مشكلات كبيرة ومتشعبة بينها وبين زوجها، وكان ينبغي على هذا المعبر استخدام الحكمة في ايصال التعبير المناسب والتوعية والإرشاد دون التصريح بشكل مباشر لأن الرؤى تبنى على الظن ولا يجزم بها أحد”.
ويلجأ المعبرون لجذب الناس من خلال عدة أساليب ولعل أهمها، بحسب الغامدي :”تعليق الناس بالسحر والعين من خلال الرؤيا وإدخالهم في الشكوك والأوهام ، حيث إن كثيرا من المعبرين على الشاشات يوهمون الناس بأنهم مصابون بالسحر والعين أو المس “، معتبرا أن ذلك تجارة رخيصة بمشاعر الناس لإيهامهم واستغلالهم.
ويعمد بعض المعبرين “إلى إقناع السائل بأنه مسحور بهدف يخدم مصالحه كاستخدام الرقية الشرعية فيما بعد لعلاج السائل والحصول على المال أو الشهرة من وراء ذلك”.
وأفصح الغامدي عن الهدف الحقيقي للرؤية، مستشهدا بالمأثور: “الهدف الحقيقي من تعبير الرؤيا هو البشارة والنذارة والتحذير” فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له”. وقول الله تعالى {لهم بشرى في الحياة الدنيا وفي الأخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} والبشرى هنا معناها الرؤية الصالحة”.
وعن اهتمام النبي بتفسير الأحلام والتعبير، قال الغامدي: “اهتم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بعلم تفسير الأحلام وحرص عليه وكان يبادر أصحابه في قوله لهم: “من رأى منكم رؤيا البارحة” وكان يتطرق لتفسيرها ويتعاطى معها، فهو فن عظيم من فنون الشريعة الإسلامية”.
وحول اهتمام الناس بالتعبير وارتباط الرؤية بالغيبيات، قال الغامدي: “إن الرؤيا فيها اطلاع على الأمور العينية وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن (الرؤيا جزء من 46 جزءًا من النبوة) والرؤيا فيها جزء الاطلاع على الأمور المستقبلية والغيبية وبالتالي لا يستغرب الاهتمام البالغ من الناس بالتعبير”.